وجد لحسن حظّه مكانا شاغرا في سيّارة أجرة بمحطّة المنصف باي. كانت من سيّارات الميتسي بيتشي التي تقلّ تسعة ركّاب باعتبار السائق. وكان الهادي من النوع الذي يستنكف من ركوبها ولا يفعل ذلك إلاّ مضطرّا فهي ضيّقة، غير مريحة، لا تخضع عادة لقواعد التهوية البسيطة، ويركبها الناس من مختلف الشرائح الاجتماعية فتختلط فيها رائحة العطور الرخيصة بالجوارب بالسمك بالعرق وبغاز الكربون. كما أنّ طريقة القيادة التي يعتمدها بعض سائقي اللواج لا تروقه، فمن بينهم من يسرف في السرعة داخل مواطن العمران ومن بينهم من يقوم بمجاوزة السيارات في المنعطفات ومنهم من يدخّن ضاربا عرض الحائط بقانون منع التدخين داخل وسائل النقل العموميّة، ومنهم المتهوّرون الذين لا يتورّعون عن القيام بكلّ ذلك في نفس الوقت.
أخذ الهادي مكانه مباشرة خلف السائق وانطلقت السيّارة بعد الثالثة بقليل. كان يعيد قراءة رواية عناقيد الغضب لستاينباك في نسخة فرنسيّة وكلّما تغلغل في أعماق الكتاب كلّما ازدادت نقمته وسورة غضبه كما أراد له الكاتب بالضبط. شعر بأنّ القصّة لا تصف انكسار أحلام عائلة جود الأمريكيّة الأصل بل محنة كلّ إنسان مهمّش مكتسح عجنته رحى أزمة اقتصادية وأفرزت هجينا في منزلة وسطى بين الحيّ والميّت أو بين الإنسان والحيوان.
عرته روح الاستياء والتمرّد وهو يتابع القراءة حتّى انتبه بعد ساعة تقريبا إلى أنّ السائق اختار الطريق المؤدّية إلى سيدي بوزيد عبر الفحص من ولاية زغوان عوضا عن الطريق السريعة التي تمرّ عبر الحمامات والنفيضة.
تمرّ طريق الفحص عبر سهول زراعيّة خصبة تمثّل متعة للناظرين على جانبي الطريق خاصّة في هذا الفصل الممطر من السنة. والهادي ابن السانية بسيدي بوزيد وكموظّف بوزارة الفلاحة يقدّر جليّا المناطق الخضراء ويستمتع بمرآها، كما أنّه يعلم أنّه بعد سويعة سيجتازون هذه الجنان ليلجوا المناطق القاحلة شبه الصحراويّة التابعة لولاية القيروان ثمّ مسقط رأسه سيدي بوزيد.
ولكن؟ نظر إلى الوثيقة المعلّقة في سقف السيّارة والتي تبيّن التعريفة المحدّدة لكلّ المسافات. وجد، كما تكهّن، أنّ ثمن ركوب سيّارة الأجرة عن طريق الفحص أقلّ من ثمن التذكرة عبر الطريق السيّارة. نظر إلى الشخص الراكب بجانبه، الذي كان يقرأ جريدة من تلك الجرائد اليوميّة المقرفة التي لا تصلح إلاّ لمسح البلّور، وقال له: "انظر إلى التعريفة، لقد دفعنا ثمن رحلة وتحصّلنا على رحلة أقلّ ثمنا."
نظر إليه الراكب بشفقة وقال له: "عادي." وعاد إلى مطالعة التفاهة التي تبيعها الجريدة.
لكنّ جار الرحلة، المغرم بمطالعة الصحيفة الأكثر انتشارا في تونس والأكثر نشرا للبلادة الذهنيّة، لا يدرك أنّ الهادي العنيد يحتاج إلى أكثر من تلك النظرة التي حدجه بها حتّى يعدل عمّا ينوي القيام به. قال له الهادي: "من حقّنا أن نطالب بفارق الثمن بين المعلوم الذي دفعناه وما نحن مطالبون بالقانون بدفعه."
قال له الرجل بصبر وتأنّي وكأنّه يخاطب طفلا صغيرا لا يفهم أحاديث الكهول: "القانون؟ أيّ قانون؟ لا أحد يطبّق القانون. الدنيا مع الواقف."
عندها تكلّم الهادي بصوت عال حتّى يسمعه السائق وجميع الركّاب: "يا سيّد، من المفروض أنّ السفر من هذه الطريق أقلّ ثمنا من الطريق السيّارة، لذا أرجو منك أن تعيد لي فارق الثمن بين التذكرتين."
استمع الجميع إلى ملاحظة هذا المرّيخي الذي لا يعلم عن تقاليد سيّارات الأجرة شيئا ولم ينبس أحدهم بحرف.
وبدا للهادي أنّ السائق يتعمّد عدم الردّ فقال له: "خويا، إنّي أكلّمك."
قال السائق: "هذه الطريق أقصر وأسرع وأجمل."
قال الهادي: "عفوا، أنا لا أناقش هذه المسألة. أنا أتكلّم عن التسعيرة."
كان الهادي من نوع البشر الذين يجنّ جنونهم عندما لا ينضبط محاوره إلى موضوع الحديث. وكم من مرّة وجد صعوبة في تبليغ فكرة بسيطة لأنّ المخاطب يدير دفّة الحوار إلى موضوع لم يقع طرحه أصلا.
"فهمتك"، أجاب السائق، "ولكنّنا خرجنا من المحطّة الآن ولم يعد بإمكاننا مناقشة هذا الأمر . المهمّ أن نصل سالمين إلى سيدي بوزيد إن شاء الله."
ظنّ السائق أنّ المسألة انتهت عند هذا الحدّ إذ لم يهبّ أيّ من الركّاب لنصرة هذا الراكب المشاكس، إلاّ أنّه لا يعلم أنّ الهادي من النوع الذي يتشبّث برأيه حتّى يقتنع أو يقنع أو يتأكّد أنّ الحوار لا يمكن أن يفضي إلى توافق.
سأله الهادي وهو يخفي حالة الغليان التي بدأ يحسّ بها: "وما الذي كان يحدث لو أنّنا لم نخرج بعد من المحطّة؟"
"اسمع يا صاحبي، أنا أبو عيال، ولست إلاّ سائقا أتقاضى نسبة من الأرباح عن عملي. السيّارة ليست ملكي وصاحبها لا يعطيني ملّيما زائدا."
أعاد الهادي سؤاله وكأنّه لم يسمع ما قاله السائق: "وما الذي كان يحدث لو أنّنا لم نخرج بعد من المحطّة؟"
التفت إليه الشخص الراكب بجوار السائق، وهو شابّ لا يزيد عمره عن الثماني والعشرين سنة حسب تقدير الهادي، وقال: "يا سي الهادي، اتركه وليسامحه الله على صنيعه."
تنحنح السائق كمن يرغب في إضافة شيء فإذا بالراكب المتدخّل يهمزه بمرفقه في جنبه حتّى يصمت. كان الهادي أثناء هذا الحوار قد ابتدأ فعلا يلمح بوادر عدم الجدوى من مواصلة النقاش. اكتشف أنّه وحده يتكلّم مطالبا بحقّ ثمانية، حتّى وإن كان ذلك غير معلن، وهم موجودون ولم ينتدبوه للكلام باسمهم، وهو لا يفوتهم دراية بحقّهم وجميعهم صامتون. قرّر إنهاء المسألة عند هذا الحدّ وخاطب الشابّ المجاور للسائق: "هل تعرفني؟"
"نعم، أنا فلاّح في الرﭬـاب، وقد اتّصلت بك مرّة في المندوبيّة الجهويّة للتنمية الفلاحيّة للاستشارة في مسألة تتعلّق بأرضنا، والحقّ يقال وجدت منك إجابة واضحة وشافية."
أحسّ من نظرة الشاب التي تنمّ عن الذكاء ومن لباسه المتناسق رغم بساطته ومن طريقة انتقاء الشابّ لكلماته أنّه متحصّل على درجة لا بأس بها من العلم. ثمّ إنّ الهادي تعوّد منذ سنوات وهو يعمل في إدارة الفلاحة أنّه قلّما يكافئه شخص بكلمة طيّبة عن العمل الذي يقوم به. وهو ما تعوّد عليه عدد غير قليل من أجلاف الفلاحين الذين لم تصقل التربية المدرسيّة فظاظتهم.
سأل الشابّ دون أن يخفي تطفّله: "هل أنت من أصحاب الشهائد الجامعيّة؟"
أجابه الشابّ بلطف وكأنّه من الطبيعي أن يتدخّل الهادي في شؤونه الخاصّة: "نعم، تحصّلت على الأستاذيّة في الرياضيّات، وبين تاريخ إجراء مناظرة كاﭘـاس وتاريخ تقديم مطلب عمل لإحدى الشركات الخاصّة أقوم بالعناية بقطعة الأرض التي يملكها والدي."
"يعطيك الصحّة" وحاول أن يحمّل العبارة كلّ التشجيع الممكن.
بقي الهادي يفكّر في هذا الجيل الذي يبحث عن عمل بكلّ الطرق الممكنة، فلا يكاد أغلبه يجد الفرصة التي تلائمه. لولا أزمة الشغل الخانقة التي أضحت تعبث بالشباب فتبعثره ذات اليمين وذات الشمال لما كان البوعزيزي أشعل نفسه.
عادت به الذاكرة عندما كان شابّا وتحصّل على شهادته الجامعيّة في الهندسة الفلاحيّة، كان ذلك في بداية الثمانينات من القرن الماضي، الفترة الذهبية لأصحاب الشهائد الجامعيّة. لم يكن عدد خرّيجي الجامعة يقاس وقتها بمئات الآلاف. كان محظوظا إذ وجد فرصا عديدة للعمل ولكنّه ورغم إمكانيّات عائلته المتواضعة فقد اختار سبيل دراسة الفلسفة قبل دخول معترك الحياة والعمل بالإدارة الجهويّة للفلاحة في سيدي بوزيد.
لم يندم قطّ على تلك السنتين اللّتين قضّاهما في الجامعة دون مقابل مادّي. كان يعمل أثناء العطلة الصيفيّة في حصاد القمح وريّ الطماطم وجني اللوز والبناء وهو المهندس الشاب الذي بإمكانه أن يحظى براتب محترم في الوظيفة العموميّة، وذلك للحصول على مصاريفه خلال السنة الجامعيّة وإرضاء ذاته ونهمه للفكر بدراسة أرسطو وكانط وماركس وهيغل وفرويد وديركهايم.
تذكّر والده الذي كان ينتظر بفارغ الصبر تخرّجه وحصوله على الوظيفة إلاّ أنّه كان يحترم ابنه ويقدّر اختياراته. كان يستشهد به في حبّه للتعلّم وفي حرصه على عدم إثقال والده بطلباته من دون إخوته جميعا. كانت له عبارة مأثورة يردّدها ويختزل فيها كلّ مشاعر الحظوة التي يكنّها للهادي: "عندما كان الهادي تلميذا أعطيه مائة ملّيم في بداية الأسبوع ثمّ أجدها في آخر الأسبوع لم تبرح جيبه."
استحضر تلك السويعات المسروقة من الزمن التي كان يقضّيها مع أبيه بالسانية وهو تلميذ بالمعهد، يعود من المبيت في آخر الأسبوع فيرعى معه الغنم ويغرس معه شجيرات الزيتون ويحمل معه الماء من البئر العموميّة قبل أن تتوفّر لهم الإمكانيّات لحفر بئر في سانيتهم. استعاد احتفاء العائلة بهدير المحرّك في السانية لأوّل مرّة، يومها ذبح لهم أبوهم ديكا سمينا لاستقبال مرحلة جديدة من حياتهم، مرحلة أقلّ هدرا للمجهود وأعدل جزاء.
غاص الهادي في مغازلة ذكرياته حتّى نسي سيّارة الأجرة وركّابها، وإذا به ينتفض فجأة على صوت طنين، خشخشة، حشرجة مريعة تنبعث من أبواق راديو السيّارة الذي كان السائق يعبث به. حاول السائق أن يلتقط محطّة إذاعيّة يستمع إليها، وعندما لم يفلح ترك المذياع يونون ويصدر أصوات بغيضة تضرب طبلة الأذن في الصميم فتتلفها. لكن يبدو أنّ السائق لم يدرس المحور المتعلّق بالأذن في المدرسة ولم يسمع عن التلوّث السمعي، ترك المذياع على حالته تلك من الإزعاج وبقي يقود سيّارته بشكل عاديّ.
التفت الهادي على يمينه يرقب ردّة فعل صاحب الجريدة الأكثر نشرا لثقافة الجهل والتخلّف، فإذا به كالعادة منهمك في تخريب عقله بالإعلام اللاّحرّ واللاّنزيه. هذا لا يحافظ على سلامة عقله، فهل ستهمّه أذناه؟ التفت وراءه فرأى فتاة شابّة لم تتجاوز فترة المراهقة تعبث بهاتفها الجوّال وتذكرّ أنّها كانت تفعل نفس الشيء منذ أن اتّخذ مقعده في السيّارة. هذه إمّا تكتب رسائل هاتفيّة أو تلعب بإحدى ألعاب الهاتف. نظر إلى المرأة التي بجانبها، في الأربعين تقريبا وحسب ملامح الشبه تكهّن الهادي أنّها أمّ الفتاة. رآها مغمضة العينين وسمع أنفاسها الرتيبة كمن غطس في نوم عميق. التفت بإلحاح أكبر حتّى يتمكّن من مشاهدة الشخص الراكب خلفه مباشرة، كان رجلا مسنّا نحيفا من النوع الذي علّمته قسوة الحياة أن يكون صلبا، ومن خلال بلّور السيّارة، كان يتأمّل المناطق الخضراء التي يعلم جيّدا أنّه لا مثيل لها هناك حيث يعيش.
بدا واضحا أنّه ما من راكب سيحتجّ على عمليّة تدمير الأعصاب السمعيّة التي يقوم بها السائق. ولماذا يحتجّون؟ السيّارة سيّارته والمذياع مذياعه وهو حرّ يفعل بهما ما يشاء. ومن الجهة المقابلة لن يفعل السائق شيئا حيال ذلك فهو لم ينشأ على احترام راحة غيره. تكلّم الهادي بصوت مسموع حاول جاهدا ألاّ يبدو متشنّجا وقال: "يا سيّد، هل يمكنك إغلاق المذياع من فضلك؟"
انتبه السائق إلى أنّه ليس وحيدا داخل السيّارة وقال للهادي كمن أفاق لتوّه من سبات عميق: "آه؟ الراديو؟ لا تريد أن تسمعه؟"
"إذا كان فيه ما يسمع فيا حبّذا، أمّا هذه الأصوات التي تصدر منه فهي مزعجة."
استجاب السائق لطلب الهادي دون أن يبدو على الركّاب أنّهم موجودون في السيّارة. وعاد الهادي إلى عناقيد الغضب يتألّم لآلام عائلة جود ويتعجّب من قدرة ستاينباك على تصوير فظاعة الأزمة الاقتصاديّة بكلمات بسيطة وبليغة. كانت عائلة جود عزمت على الرحيل من أرضها الأمّ فاضطرّت إلى إرغام الجدّ على الرحيل معها بعد تخديره حتى لا يبقى عرضة للفقر والجوع والوحدة.
شارف الهادي على إتمام قراءة الفصل العاشر عندما توقّفت السيّارة أمام مستودع على بعد بضع كيلومترات من مدينة القيروان. نزل السائق من السيّارة دون أيّ توضيح، أغلق الباب وتوجّه إلى المستودع. مرّت خمس دقائق تقريبا والركّاب ينتظرون، وابتدأ الهادي يحسّ بالهواء يثقل داخل السيّارة المغلقة الثابتة. كان منفذ الهواء الوحيد شقّ رقيق مفتوح من الشبّاك المجاور للسائق، وهو منفذ كاف لتجديد الهواء عندما تسير السيّارة بسرعة خمسين كيلومترا في الساعة فما فوق. التفت الهادي إلى ناحية الرجلين اللّذين يجلسان بجانب الشباكين الآخرين وانتظر أن يفتح أحدهما شبّاكه. لا حياة لمن تنادي! كأنّهما لا يشعران! والآخرون! لا أحد يشعر أو يفصح عمّا يشعر به! قرّر أن يصمت هذه المرّة وينتظر ردّة فعل إيجابيّة قد توحي أنّ هؤلاء يمكن أن يطالبوا بحقّ بسيط قابل للتنفيذ. ولكن لا! بقي ثمانية أشخاص داخل صندوق مغلق قرابة العشر دقائق ينتظرون قدوم السائق ليفرج عنهم. أيقن الهادي وقتها أنّ هذه البلاد لن يتغيّر فيها شيء حتّى لو رحل بن علي.
عاد السائق، لم يقل شيئا، شغّل المحرّك، تحرّكت السيّارة، عاد الهادي إلى عناقيد غضبه وعاد جاره إلى جريدته الغرّاء، لم ينته العالم!
توقّفت السيّارة بعد قليل للاستراحة أمام محلّ مخضرم يبيع الحلويّات القيروانيّة والأكلة السريعة والقهوة. نظر الهادي إلى ساعته، كانت تشير إلى الخامسة وعشر دقائق وقد مرّوا منذ قليل بمشارف ولاية القيروان. لم يبق من المسافة إلاّ ثلثها أو أكثر بقليل. بعد ساعة تقريبا تنتهي هذه المحنة ويصل إلى بيته حيث النظام والهدوء والنظافة والراحة والاحترام المتبادل وحيث الصغير والكبير يعرب عمّا يجول بخاطره دون خشية من مصادرة حقّه في التعبير.
نزل الجميع ودبّت الحياة في الأوصال وعلى الوجوه. دلف الهادي ناحية المقهى وطلب من النادل قهوة سريعة. كان بعض الركاب يشتري المقروض القيرواني بينما وقف آخرون أمام جهة الوجبات السريعة للحصول على كسكروت. أخذ قهوته وجلس يرتشفها على كرسيّ داخل القاعة الرحبة. لمح أحد الأشخاص يدخل بيت الراحة، يمرّ قرب حوض الغسيل، يتجاوزه، لا يغسل يديه، يذهب مباشرة إلى شخص جالس يأكل أمام إحدى الطاولات، يسلّم عليه بيده بحرارة ويجلس بجانبه. لا، لن أفكّر في هذا، لن أعلّق على هذا، لم أر شيئا. أفضل طريقة للعيش سليما في بيئة سليمة: أنت لا ترى، لا تسمع، لا تتكلّم.
وصل الهادي إلى بيته بعد ثلاثة أيّام من العمل المضني وثلاث ساعات من النفور والتلاشي. كان كلّما يقترب أكثر من الناس كلّما يشعر أنّ بينه وبينهم محيط من المفاهيم المختلطة ومن الممارسات التي يصعب عليه أن ينقدها دون أن يتّهم بالخروج عن جلدته.