أنا الحقيقة لتوّ ما نفهمش آش معناها "ليبيراليين جدد" على طريقة فيصل القاسم اللي هو والحق يقال قائم بالمجهودات الكل باش ينوّرنا ويعطينا فكرة على ها التصنيف لفئة من المثقفين يعرف هو مواصفاتها بالضبط. أما حسب ما فهمت منّو ومن قناة الجزيرة "الليبيراليين الجدد" ناس ما يحبّوش يفكـّروا داخل إطار من الأفكار المغلقة والمتوارثة والسائدة واللي يرضاو عليها الناس، هاذوما ناس مرات يجيبوا أفكار جديدة، جديدة على فيصل القاسم وجديدة على الرأي العام السائد. يمكن هاذاكا علاش هو يسمّي فيهم "ليبيراليين جدد".
أما توّ الناس اللي تنجّم تحلّ أنترنيت باش تقرا بوست مكتوب على بلوغ تنجم تطلب من غوغل باش يشوفلها آش نوّة le néolibéralisme وآشكون هوما les néolibérales. لواش؟ باش هكاكة كي نستعملوا مصطلح يكون في بلاصتو.
يساري شيوعي؟
ثمّة حويجة أخرى راهو "يساري" موش معناها "شيوعي" و"ملحد" موش معناها "شيوعي".
التصنيف
أمّا الحاجة اللي أهم من هاذا الكل هو أنو وقت اللي تصنع للناس خانات وتصنّفهم إلى "يساري" و"شيوعي"و"خوانجي و"ملحد" و"نيوليبيرالي" راك تقضي على برشة أبعاد إنسانية فيهم. وقت تحدّد للإنسان بُعد واحد يتحرّك فيه، تخسر ملاحظة الجانب الثري اللي تنجّم تلمسو في تفاعلات الأبعاد الإنسانية المتعدّدة.
علاش يلجأ البعض إلى التصنيف؟
على خاطر التصنيف يحيلو على قوالب جاهزة تسهّللو التعامل مع الظواهر والأشياء والأفعال الاجتماعية، يعني على تصوّرات اجتماعية جاهزة وأحكام ما قبلية، وهاذي الأفكار المسبقة مبنية على الفكر السائد وهي اللي خلات السلفيين التونسيين في العشرينات من القرن الماضي يقولو للطاهر الحدّاد "هذا على الحساب قبل أن نقرأ الكتاب" يعني هؤلاء لا ينوون التعامل مع النص بل يبنون على أفكار مسبقة مهما كان النص. والأفكار المسبقة ما يحميهاش التماسك متاعها أما يحميها تكتّل الناس حولها، وهاذاكا علاش كل فكرة جديدة ديما تلقى صد كبير من الأغلبية.
الحاجة اللي تشجّع على التعامل بهاذي الطريقة هو أنو التصنيف الماقبلي لللأشخاص ما يتعّبش المخّ، عندك تصنيف واضح في مخك يخليك تحط زيد في خانة وعمر في خانة أخرى.
آش نية المشكلة اللي نتعرضو لها وقت اللي نصنفو الأشخاص في خانات واضحة؟
المشكلة هي أنك تولي تخدم ضد حركة التاريخ. التاريخ ديما يقدّم، ما ينحّمش يرجع 14 قرن بالتوالي.
اللي خلّى الأمريكان ينتخبوا رئيس أسود هو تخلّصهم من فكرة استعباد البيض للسود واللي خلّى العرب يرزحو تحت الأنظمة القمعية هو خوفهم من التجديد.
خلاصة
انساو التصنيفات اللي في روسكم وتعاملو مع الفكرة: اقبلوها وإلا ارفضوها أما ما تحكموش عليها قبل ما تفهموها.