الخميس، 11 أكتوبر 2007

دعوة إلى الحوار الهادئ و الناضج

استجابة لدعوة طارق الكحلاوي أدعو جميع من يهمّهم نقاش موضوع العلمانية إلى قراءة المقال الذي نشره طارق الكحلاوي في مجلة آداب اللبنانية تحت عنوان السرديات الشمولية لعلاقة الدين بالدولة و تاريخانيّتها
أرجو من الجميع أن يلتزموا بتحليل و نقد الأفكار لا الأشخاص، بتقديم استنتاجات مبنية على معطيات موضوعية و بعدم التشنج و التحامل
:مع العلم أن بإمكانكم أن تبدوا ملاحظات على النقاط التالية
كيف يبدو لكم موقف الكاتب من العلمانية؟
ما علاقة النظرة التأريخية للعلاقة القائمة بين الدين و السياسة في الدول الإسلامية و بعض الدول الغربية، و هي موضوع المقال، بالخلاصة التي توصّل إليها صاحب المقال؟
هل تتـّفقون مع نظرة طارق الكحلاوي إلى موضوع العلمانية في العالم العربي أم لا؟
حسب رأيكم، ماذا يقصد الكاتب بالنظرة الشمولية و هي عبارة تكرّرت مرّات عديدة في المقال، و هل ترون أن مصطلح "شمولية" قد يعني شيئا آخر لا علاقة له بما طرحه الكاتب؟

الثلاثاء، 9 أكتوبر 2007

إلى طارق الكحلاوي مجددا

أشكرك بدوري على إجابتك الهادئة و المتـّزنة و سأحاول أن أردّ على ملاحظاتك و تساؤلاتك بدقة و لكن بدون إطالة، فأنا من المؤمنين بأن التراكم الكمي لا يؤدي حتما إلى التغيير النوعي المرجو
أولا فيما يخص معنى و صيغة عبارة "النقد الذاتي"، لا أرى مانعا من أن تبدلها بأي صيغة أخرى طالما تسمح لنا بفهم نفس المضمون الذي أودّ تبليغه، لست من هواة الخطاب و لا الممارسات الستالينية و لكـنـّني أجد المصطلح معبّرا
ثانيا، و هو الأهمّ، ما كنت لأسمح لنفسي بنقد ما كتبتـَه لو لم أكن قد اطلّعت على كل التدوينات السابقة التي كتبتـَها و على تعاليق عماد حبيب و مواطن سيتوايان على مدوّنتك و على ما كتبه كلّ منهما على إثر الردود التي تكرّمت بها على كل منهما، و حين أقول ذلك فإني أذكر جيدا النصين اللذين كتبهما سيتوايان و اللذين لم يعودا موجودين على أرشيف مدونته و لكنهما لا يزالان موجودين في أرشيف تي آن بلوق هنا و هنا تحت عنواني "برة ولدي العب قدام داركم" و "ممارسة لحق الغباء" و حسب ما فهمته من قراءتي فإن كلا العنوانين عبارة تلفظت أنت نفسك بها عندما قام بالتعليق على مدوّنتك هنا

انظر إلى ما كتبتـَه حين قام أحدهم بالتعبير عن رأي مختلف
إنت يظهرلي من النوع إلي متنجمش تقراهم … و هذية للناس إلي عندها شوية علم بالكتابات متاع العظم تنجم تفهم الملاحظة متاعي... و نورمالمون نضيع شوية وقت لهنا و نعطيك شوية مراجع... لكن بسبب اللهجة العدائية و المسيسة متاعك ما تستاهلشي بش تتثقف….لى ما كتبتـَه حين قام أحدهم بالتعبير عن رأي مختلف"تلفظت أنت نفسك بها عندما قام بالتعليق على مدونتك. الذي لم يعد موجودا على أرشي لكن بما أنو معارفك ضعيفة على صادق العظم و تحب تتفافى و تحكي على حاجة ما تعرفهاش وليت تغفص … يظهرلي فيك واحد جلطام و فارغ برشة من من جماعة فاتهم التران و قعد قلبهم معبي و يحبو يعيطو و يقولو إلي جي و هات ما كاللاوي... خسارة... بالمناسبة إسئل علي بالمليح خاصة وقتلي كنت في الجامعة... أتوة تعرف إلي النوعية متاعك إنت ما تشدنيش غلوة... برة يعيش ولدي ألعب قدام داركم

و انظر كذلك إلى هذا التعليق الذي كتبتـَه ردا على عماد حبيب

أظن أنني قد وضعت العبارات في سياقها هذه المرة، و على كل، ما هو المعنى الذي أبلغته في تدوينتي الماضية و كان مقتطعا من سياقه؟
تقول أني ذكرت لك عبارات خارج سياقها لمحاججتك بها. إذا كان بإمكان عبارة مقتطفة من نص ما أن تؤدي إلى معنى غير مبتور، فذلك حسب رأيي ما يودّ أحدنا أن يقوله و خاصة إذا كان ذلك كلاما بذيئا

أنا لم أذكر هنا كل عبارات الشتم التي حظي بها عماد حبيب على مدوّنتك و مع ذلك فإني لا أُنَصّـِب نفسي مدافعة عنه أو عن سيتوايان في حقـّهما أن يكونا مختلفين عنك فكريا، فهما قادران أفضل مني على تبليغ وجهة نظرهما، أنا أعبّر عن استيائي من المستوى الذي وصل إليه النقاش

أنا من المقتنعين أن ما من أحد يرضى عن كل ما يُـكتب على إنترنت، و لكن من المفروض أنه عندما لا يعجبني تعليق أحد أن أقارعه بالحجة، فإما أن أوضح بعض النقاط التي غابت على الطرف الآخر أو أطالبه بتفسير أو تحليل ما رمى إليه أو أثبت له العكس بالبرهان و ليس بإرسال الشتائم

سواءا تعرض أحدنا للشتائم أم لا فإن ذلك لا يبرر في نظري الرد بالمثل لأن المسألة مبدئية و لا تتعلق بمنطق "من البادئ؟" ما برّرت به تصرّفك عن الفعل و رد الفعل بالمثل و بنفس الأسلوب هو نفسه ما جعل الفلسطينيين و اليهود اليوم غير قادرين على إيجاد مجال للتفاهم و لحل الصراع الدائم بين الطرفين

لن أنكر أني لست محايدة في كتاباتي فأنا لا أؤمن بإمكانية الحياد، كما أني لم أدّع الحياد من قبل، و لكني في نفس الوقت لست موالية لأشخاص. أنا أحاول أن أُعمل عقلي للفهم أو للتحليل. ما أعيبه على الكثيرين، و لحسن الحظ ليس كلهم، من قرّاء المدونات هو أنهم لا يحاولون إعمال العقل لفهم المعنى بل عادة ما يتم استعمال العواطف بدلا عن ذلك

أعرف جيدا أن مجلة الآداب مجلة قيّمة و قد لمست عن قرب المستوى الفكري للكتـّاب، وذلك لأنني أنا نفسي أحتفظ ببعض أعداد هذه المجلة. لقد لاحظت بأنك تستمد مصداقيتك من وجود مقالك في هذه المجلة. كيف ذلك؟

أنا أؤمن بتواضع العلماء و أساتذة الجامعة، ليس كلهم، بل أولئك الذين يريدون تقديم إضافة نوعية، و أذكر أني عندما كنت طالبة كنت أشمئزّ من أولئك الذين لا ينفكـّون يذكرون لنا خلال المحاضرات ما كتبوه و ما أنتجوه و ما أنجزوه، لأني لا أحبّذ الإشهار الذي يقوم به شخص لذاته فيما قد ساهم به في حقل العلم و أفضّل أن أكتشف بنفسي. ما قمت به أنت هو الإشارة إلى مقال سيصدر لك في مجلة الآداب ثم قمت بالإشهار لذلك المقال إثر صدوره ثم أعدت ذكر ذلك مؤخرا و أنا لا يسعني إلا أن أفسر ذلك بالنرجسية و بتضخيم الذات. و إصرارك على ذكر عزيز العظمة و جورج طرابيشي لا أفسّره إلا على أساس أنك تريد أن تؤكد للجميع أن قدراتك تضاهي قدرات هذين الكاتبين المعروفين. أنا لا أشكـّك في قدراتك الفكرية و قد سبق لي أن ذكرت ذلك على مدونتي رغم اختلاف أفكارنا و مع ذلك أودّ أن تعلم أن ما كتبتـَه يستمد شرعيته من ذاته أي من داخل النص و ليس من خارجه

هناك ملاحظة أخرى أرغب في إبدائها و هي تصنيفك لبعض الكتاب على أنهم "متوسطين". هل من المعقول أن نحكم على شخص ينتج فكرا بأنه متوسط؟ بقطع النظر على الانتماء الفكري لذلك الشخص فإني أحترم مجهوده. أنا لا أجرء على نعت راشد الغنوشي أو أسامة بن لادن بأنهما متوسّطان، فكيف لي بأن أقول ذلك عمّن دفع حياته ثمنا للتعبير عن فكره؟ أرجو منك أن تراجع استعمالك لهذا المصطلح الذي توزّعه جزافا

أنا أرغب فعلا في النقاش الجدي و الهادئ و الهادف و مواضيع العلمانية و الديمقراطية و الحرية من المواضيع التي تؤرّقني، كذلك موضوع تكريس العبودية و الذي إن شاءت لي الصدف أن أكتب عنه فإني سأحاول ألا أتعرّض بالهجوم إلى شخص بعينه بل إلى ممارسة ألمس تفاقمها في مجتمعنا

الأحد، 7 أكتوبر 2007

طارق كحلاوي، تمعّن جيدا في مستوى هذه التدوينة


هذه المراسلة ليست خاصة بطارق كحلاوي فقط، بل بكلّ من يأنس في نفسه القدرة على تجاوز أخطائه وعلى التعلم منها و على نقد ذاته قبل السماح لنفسه بنقد الآخرين. و هي موجّهة أيضا لمن يسمحون لأنفسهم بإطلاق السباب و الشتائم ذات المستوى الضحل دون أن يُرْفِقوا هذه الشتائم بفكرة واحدة قابلة للتحليل أو للنقاش. كذلك أوجّه هذا الكلام إلى كل من يتخلّى عن نقد الأفكار و يتوجّه إلى نقد الأشخاص فيصبح نقده غير مبدئي بل مبني على العاطفة، و إلى كل المعلّـقين و المصوّتين على تي آن بلوق الذين يساهمون في تكريس العبوديّة و ذلك بتأليه أو تسييد أو تعظيم كل ما يأتي به طرف يرتؤون فيه عدم إمكانية الخطإ فلا يناقشونه أبدا ويأخذون كلامه على أنه من أفضل ما كتب.

إذا كان لك فكر قادر على النقد الذاتي و النظر في المرآة لمشاهدة عيوب النفس و ليس عيوب الآخر، فالثانية مهمّة سهلة لا تحتاج إلى مجهود كبير خاصة إذا ما تغاضينا على ذكر العيوب و مقارعة الحجج و نزلنا إلى مستوى غير لائق من إلقاء شتائم قذرة، فإني أرجو منك أن تعيد قراءة ما كـُتِب هنا دون تحامل وبدون نظرة مسبقة. تخيّلوا معي لو أن مصدر هذه التدوينة كان غير معروف ولو أننا حذفنا منها الروابط التي تدل على بعض المدونين الذين تم شتمهم، ما هي جملة المعاني التي سنحصل عليها عندها؟

لقد قمت بهذا التمرين و توصلت إلى الآتي

في قراءة إجمالية فهمت قدرة الكاتب على إطلاق نعوت قذرة مقرفة و عبارات غير لائقة بمستوى جامعي. هذه بعض الأمثلة الدالة على مستوى هذه التدوينة
"النصوص الناتنة"
"بالعربي: ما عندهمش و هذاكة هوة"
"مقالات الهشك بشك"
"كي البصاصين إلي ما عندهمش ترمة"
"برة اسرح يا بهيمة"
"يجبد الذبان إلي كيفو"
"النتونية بار إيكسيلانس: "الخرية" و "الخراء"
"طرحة طح..نة و برة"
"أية أسرحو... إررر إررر... قالو نقاش"

كان بإمكاني أن أتغاضى عن هذا السيل من السباب لو أني بالمقابل وجدت فكرة متميزة يدافع عنها الكاتب. لقد فهمت من نفس التدوينة ولع الكاتب بالحديث عن إمكاناته وإنجازاته و تاريخه و شهائده و كل ما يمكن أن يضخم الأنا لديه، و إليكم بعض الجمل من النصّ
"تعديت على الساحات الجامعية وقتلي كانت ساحات و أكثر خصومي يعرفو و إلي مش عارف بالساحات هذية يسئل بش يتنور"
"و الحقيقة أنا عندي برشة ما نعمل و ما يساعدنيش تضييع الوقت"
"خاصة إلي أنا واحد من الناس هذاية اختصاصي و بالتحديد في علاقة بموضوع تاريخ الاسلام إلي قريتو مباشرة مش بالمراسلة و إلا في الانترنت من عند أشهر الاساتذة في الميدان"
"يحكيلي أنا على "الرجولية"... لا شاف اعتقالات و لا ملاحقات في حياتو"

كما يشير طارق كحلاوي إلى مقاله الذي تم نشره في مجلة آداب فهو يستمد مصداقية مقاله من وجوده في مجلة الآداب و بين مقالين لكاتبين معروفين مثل عزيز العظمة وجورج طرابيشي

أتوجه إلى طارق كحلاوي ببعض الأسئلة و أرجو أن ينبّهني بإجاباته إلى ما غفل عني

هل تعلم أن من بين المدونين التونسيين أشخاصا قد درسوا بالجامعة التونسية في السبعينات و في الثمانينات و فيهم من اعتـُقِل و فيهم من جُنّـِد و من ضمنهم من أُخِذ جواز سفره و حُرِم من مغادرة البلاد إلى يومنا هذا و ذلك بسبب حمله لفكر مختلف، و مع ذلك فلا أحد منهم يتبجّح بسجلّه النضالي مثلما تفعل أنت؟

إذا كنت من الأشخاص الذين لا يرغبون فعلا في تضييع وقتهم، فلماذا كتبت هذا النص؟

هل ترى أن مستوى النص الذي كتبته أرفع من مستوى مقالات الصحفيين التونسيين الذين توزّعون عليهم الجوائز آخر كل شهر؟

هل بإمكانك أن تعلمنا بما قد دفع بسيتوايان إلى إلغاء أرشيف مدونته؟

ملاحظة أخيرة: كنت أتمنى لو أنّ لأصدقاء طارق الكحلاوي القدرة على القراءة الموضوعية لما يكتبه صديقهم و إن كانوا فعلا أصدقاءه فمن المفترض أن لا يصفـّقوا له فإسداء الخدمات للأصدقاء لا يكون بهذا الشكل