الخميس، 27 سبتمبر 2007

Waris Dirie, un témoignage bouleversant (âmes sensibles s’abstenir)



Les uns la connaissent comme top model, elle a défilé pour les plus grands couturiers de Milano à Paris à New York côte à côte avec Claudia Schiffer et Naomi Campbell. D’autres la connaissent comme ambassadrice de l’ONU chargée des questions de mutilations sexuelles.

C’est une femme exceptionnelle dont je viens de faire la connaissance à travers son livre fleur du désert, une autobiographie qui est publiée dans la série document des éditions j’ai lu.

Waris Dirie a eu un parcours des plus inimaginables. De sa Somalie natale au milieu du désert -où elle menait une vie de nomade avec pour toute propriété des troupeaux de chameaux et de brebis et pour toute nourriture du lait de chameau et un peu de riz quand l’occasion se présente- à la vie de Londres et d’autres capitales occidentales où elle devient célèbre comme mannequin et où, aujourd’hui, elle milite pour la cause des femmes qui ont été ou qui risquent d’être mutilées sexuellement.

Née dans un milieu musulman où la tradition exige l’excision des filles dès leur enfance, Waris Dirie a été excisée à l’âge de cinq ans. Dans son livre, elle nous présente un témoignage authentique et troublant de ce parcours. Aujourd’hui elle doit avoir 42 ans mais le souvenir de cette mutilation est présent dans sa mémoire comme si ce cauchemar a été vécu hier.

Je vous laisse avec un passage extrait de ce livre (pages 61-63)

J’ai regardé entre mes jambes et j’ai vu la vieille femme se préparer. Elle m’a fixé durement avant de plonger la main dans un vieux sac en toile. Je ne la quittais pas des yeux parce que je voulais savoir avec quoi elle allait me «couper »... elle a sorti un paquet enveloppé dans une étoffe de coton. Elle a sorti une lame de rasoir cassée et en a examiné chaque côté. J’ai vu du sang séché sur les bords de la lame. Elle a craché dessus et l’a essuyé sur sa robe…
Ensuite j’ai senti qu’on me coupait ma chair, mes organes génitaux. J’entendais le bruit de la lame aller et venir. J’ai essayé de ne pas bouger… mais malheureusement mes jambes se sont mises à trembler toutes seules et je n’ai plus rien senti car je venais de m’évanouir.
Quand je me suis réveillée, je croyais que tout était fini mais le pire était à venir. On m’avait ôté mon bandeau et j’ai vu que la vieille femme avait à côté d’elle un petit tas d’épine d’acacia. Elle les a utilisées pour faire des trous dans ma peau, puis elle y a passé un solide fil blanc et m’a recousue. J’avais les jambes totalement engourdies mais entre elles, la douleur que j’éprouvais était si terrible que j’aurais voulu mourir…
Je croyais que le supplice était terminé jusqu’à ce que j’aie eu besoin d’uriner ; C’est alors que j’ai compris pourquoi ma mère m’avait conseillé de ne pas trop boire de lait ni d’eau la veille. La première goutte d’urine m’a brûlée comme si ma peau avait été attaquée par un acide. Lorsque la vieille femme m’avait recousue, elle m’avait laissé pour l’urine et le sang menstruel qu’un minuscule orifice.
On s’assurait ainsi qu’il me serait impossible d’avoir des relations sexuelles avant mon mariage, et mon époux aurait la garantie d’avoir une femme vierge.
Pendant plus d’un mois mes jambes sont restées liées l’une à l’autre pour que ma blessure guérisse...
Lorsqu’on a ôté les bandes de tissu qui reliait mes jambes. J’ai enfin découvert ce qu’on m’avait réellement fait. J’ai vu entre mes cuisses, de la peau, totalement lisse, avec en plein milieu une sorte de fermeture à glissière parfaitement fermée.
Mon excision m’a beaucoup fait souffrir et pourtant j’ai eu de la chance car de nombreuses filles de mon âge sont décédées des suites de leur excision...
Si vous voulez savoir plus sur les effets de l’excision, je vous laisse avec ce lien.

404 رسالة إلى المغفـل القابع وراء الـ



إذا كنت من أنصار بن لادن و الظواهري أو الشيخ راشد الغنوشي فإني أعتذر لك شديد الاعتذار عن
عنوان هذه المراسلة، لأنّ ما تقوم به كفيل فعلا بأن يمهّد لوجود المتطرفين الظلاميين في بلدي
و دخولهم من الباب العريض إلى قلوب المضطهدين الذين لن يجدوا بابا آخر للتعبير عن استيائهم سوى
.الانضمام إلى أكبر و أقوى مؤسسة في هذا المجتمع، ألا و هي المؤسسة الدينية

أما إذا كنت ترغب في حماية المواطنين من "البلاء العظيم" الذي يسبّبه لهم الفكر الحرّ و ترى أنهم قـُصّر
و تعتقد أن مسؤوليتك تتمثل في رعايتهم و ذود الأفكار الهدّامة عنهم، فاسمح لي بأن أشكّ في نجاعة
الإجراءات التي تتّخذها لأنهم بطبعهم لا يقرؤون ومن الأدلة على ذلك أن جريدة الشروق هي الأولى
.انتشارا في تونس

،أنا من الأشخاص الذين لا ينتمون إلى أي حزب سياسي و إني لا أقول ذلك خوفا منك أو من مراقبتك
ولكن لتعلم أنه ليس من الضروري أن يتحزّب شخص ما حتى يعبّر عن رفضه للحظر الذي تتعرّض له
.أحزاب "المعارضة" على إنترنت

عندما أحاول فتح الـ دايلي موشن تصدمني و عندما أسعى إلى قراءة بعض المقالات على الحوار
المتمدن تمنعني وعندما أرغب في معرفة مبادئ و برامج حزب سياسي معارض تطالعني سحنتك
الجامدة. ما الذي يرعبك منّي و من اطّلاعي على ما يعلمه الجميع، القاصي و الداني؟
ما الذي تخافه و ما الذي لا تريد منّي أن أكتشفه؟

هل من شخص في هذا البلد لا يعلم أنّ الارتشاء أهم مصدر للارتزاق يحظى به كبار المسؤولين
و صغارهم؟ أما زال البعض منّا يصدّق كذبة دولة القانون و المؤسسات أو المجتمع المدني؟
أتعتقد أن ثمّة من لا يعلم أن الطائرة الرئاسية تستعمل لأغراض غير رئاسية؟
ثم ما المشكلة لو علم الجميع بذلك؟
إن جميع السيارات التابعة لوزارات الفلاحة و التجهيز و الصحة تستعمل لغايات خاصة، فما بالك
بالطائرة الرئاسية؟ أنت تعلم جيّدا أن من يتعفـّف عن استعمال السيارة الإدارية لأغراضه الشخصيّة
.يرمى بالجنون، و نحن لا نريد أن نرمي أولي الأمر منّا بالجنون

هل يعقل أن تحرمني من كتابات رجاء بن سلامة و العفيف الأخضر و وفاء سلطان و السيد القمني
و هويدا طه الموجودة على المواقع التي حجبتها لمجرّد وجود مقال يندّد بإمكانية ترشّح الرئيس للمدة
الرئاسية القادمة؟

اتركوا أبناءكم على طبيعتهم... و سيعلمونكم مبادئ الحرية

:سأذكر هنا حوارين على غاية من البساطة دارا بيني و بين ابنتي، و لكم أن تستنتجوا ما شئتم
.1.
ماما، هل تذهبين معي إلى مدير مدرستنا؟-
لماذا يا عزيزتي؟-
.لتسأليه عن سبب نقلته صديقي رمزي من فصلنا دون أن يستبدله بتلميذ آخر-
.لا أرى جدوى من ذلك يا ابنتي، فهو لن يقوم بنقلك إلى الفصل الآخر-
أنا لا أريد منه أن ينقلني، أنا أريده أن يفسّر لي سبب قيامه بذلك فقط. كما أريده أن يعلم أن قراره-
.هذا قد أغضبني
.و لكنه قد يغتاظ منك بعد ذلك-
.لا يهمني ذلك، المهم أن يعلم أنه ظلمني و أن يذكر ذلك-
.2.
.لقد طلب مني كل أطفال الحي أن يلعبوا بدراجتي-
و هل أعطيتهم الدراجة؟-
.لا-
وكيف برّرت رفضك؟ هل قلت لهم إن بابا لا يريد أن يأخذ منك أحد دراجتك؟-
قلت لهم لا فقط، إنها دراجتي و ليست دراجة أبي. لو طلب أحدهم من أبي شيئا فإنه لن يقول لهم بأن ابنته-
.لا تسمح بذلك

السبت، 22 سبتمبر 2007

رسالة إلى السيد المدير

عادت ابنتي من المدرسة يوم افتتاح السنة الدراسية و أعربت لي عن رغبتها في أن أطلب من سيادتك أن تعيدها إلى الفصل "أ" و ذلك حتى تكون مع أقرانها الذين تعوّدت عليهم في السنوات الماضية. و قد أتيت فعلا إلى المدرسة و طلبت منك ذلك، و رغم أنّ جوابك لي كان بالنفي إلا أني قبلته عن طيب خاطر. و ذلك لأنك تفضلت بأن تشرح لي أن عدد التلاميذ في الفصلين متساو و أنه قد تمّ الفصل بين التلاميذ مع احترام مقاييس التساوي في المستوى بين تلاميذ الفصلين، و إذا كنت أرغب في نقلة ابنتي من فصل إلى آخر فعليّ أن أجد تلميذا في مثل مستواها الدراسي يقبل أن يقوم معها بالمناقلة

في ذلك اليوم احترمتك لأنّي رأيت فيك شخصا مبدئيا في قراراته. و عبثا حاولت ابنتي بأن تضغط عليّ بكل الطرق حتى أراجعك في هذه المسألة إلاّ أني رفضت، و سعيت إلى أن أفسّر لها المبدأ العادل الذي يقوم عليه أساس الموضوع، و تفهّمَتْ المسألة واقتنعَتْ و ذلك رغم شعورها بالأسى. و قد كان بإمكاني أن ألتجئ إلى فلان و علاّن و كلاهما ذو نفوذ و ذو حظوة لديك و لكني لم أفعل فأنا أحترم الموظّفين الذين يؤدّون واجبهم في إطار احترام القانون

و اليوم بعد مرور الأسبوع الدراسي الأول تأكّدت من عدم إخلاصك لمبدإ النزاهة و تكافؤ الفرص أمام التلاميذ حيث أنك قمت بنقلة أحد التلاميذ المتميّزين دون أن تستبدله بآخر، و بذلك خرقت مبدأ التساوي في عدد التلاميذ في الفصلين و أحدثت اختلالا بين مستوى التلاميذ في الفصلين. بل إنني أذهب إلى أكثر من ذلك فقد أكّدت لي ابنتي أنّه لا يوجد في القسم الذي بقيت به أحد جدير بمنافستها له في حين يضمّ الفصل "أ" أفضل التلاميذ. و ما زاد في الطين بلّة أنك و في مناسبتين اثنتين توجهت إليها بالخطاب قائلا لها: لا تنزعجي، إن هذا الفصل خير من الفصل الآخر

يؤسفني أن أقول لك أنّني لست قادرة على الرد على تساؤلات ابنتي دون أن أعرّضك للشبهة و دون أن تهتزّ صورتك أمامها و أنت المربّي الذي يمثل قدوة لها. هل تعلم معنى أن يبتدئ إحساس طفل بالظلم و بعدم القدرة على الفهم قبل أن يصل إلى العاشرة من عمره؟ لقد علّمـَتـْها هذه التجربة أن قيم الصدق و النزاهة و العدل ليست هي التي تحكم الحياة المدرسية، فما بالك بالحياة الاجتماعية خارج المدرسة

الاثنين، 17 سبتمبر 2007

شعب الله المختار


يوستن غوردر

تمهيد لمحمد حاج صالح
من حق غوردر على العالم كله وليس العالم العربي فحسب، أن يهتم بما يكتب. لأنه كاتب إنساني. ولأنه قال كلمته في ظرف حرج، بينما سكت آخرون مؤثرين السلامة. نصه هذا الذي أصدره في صحافة بلاده إبان حرب الصائفة الماضية ضد لبنان، ننشره منقولا عن لغته الأصلية، دليلا، متواضعا ولكن بليغا، على أن العالم لم يصبح معسكرات "حضارية" منغلقة متناحرة، بل لا زال يوجد فيه من يحاسب ومن يدين، متعاليا عن كل انتماء "عضوي"، محكّما معايير القيم الإنسانية... وهنا نص المقالة...

شعب الله المختار
(الترجمة عن النرويجية لمحمد حاج صالح)

لا درب للعودة
إنه الوقت المناسب للتمرّن على وظيفة جديدة:
نحن لم نعد نعترف بدولة اسرائيل. وما كان لنا أن نعترف بنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ولا بنظام طالبان الأفغاني. كثيرون منّا لم يكونوا يعترفون بعراق صدام حسين، أو بالتطهير العرقي الذي قام به الصرب. والآن علينا أن نعتاد على الفكرة القائلة: إن دولة اسرائيل الحالية ما هي إلا تاريخ.
نحن لا نؤمن بمفهوم شعب الله المختار. نحن نضحك من تولع ونواح هذا الشعب على آثامه. التبدّي كشعب الله المختار؛ ليس فقط غباء وعجرفة، وإنما إجرام ضد الانسانية. نحن نسميه عنصريةً.

هناك حدود للتسامح
هناك حدود لتحمّلنا، وحدود لتسامحنا. نحن لا نؤمن بالوعود الآلهية كتبرير للاحتلال والعنصرية. نحن وضعنا القرون الوسطى خلف ظهورنا. نحن نضحك بشيء من الحرج من أولاء الذين ما يزالوا يعتقدون أن إله النبْت، والحيوان، والمجرة قد اختار شعباً بعينه مفضّلاً له ومانحاً إياه ألواحاً حجرية مضحكة، وأجمات متقدة، وإذناً للقتل.
نحن نسمّي قتلة الأطفال بقتلة الأطفال، ولا نقبل أن تكون مملكة الرب أو التفويض التاريخي عذراً لصنائع خزيهم. نحن نقول بتجرد: عار للعنصرية كلّها، عار للتطهير العرقي. العار كلّه لضربات الارهاب ضد المدنيين سواء اقترفت من قبل حماس، أم حزب الله، أم دولة اسرائيل.

تفنّن حرب وسياسي
نحن نعترف ونأخذ على أنفسنا عمق مسؤولية أوربا عن قسمة اليهود، وعن المضايقة المشينة، وعن المذابح والهولوكوست. كان من الضرورة تاريخياً وأخلاقياً أن يحصل اليهود على وطن خاصّ بهم. لكن دولة اسرائيل، وقد حازت على مهارة حربية وسياسية وأسلحة مغـثة، ذبحتْ هويتها الخاصة. إنها أثمت بانتظام بحق الشعب، وبحق الاتفاقيات الدولية، وبحق ما لا يعد من قرارات الأمم المتحدة، ولا يمكنها مجدّداً أن تترقّب حماية من الجهات نفسها.إنها قد خرّقت بقصفها اعترافَ العالم. لكن لا تفزعوا. ساعة الشدة قاربت النهاية. دولة اسرائيل أسست سويتو (مدينة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا إبان نظام الفصل العنصري-المترجم) جديدة.
نحن الآن عند الماء الفاصل. ولا طريق للعودة. دولة اسرائيل قد اغتصبت اعتراف العالم ولن تحصل على سلام ما لم تضع سلاحها.

بلا دفاع، بلا تستر
على الروح والكلمة أن تنفخ على جدران اسرائيل العنصرية لتقلبها رأساً على عقب. دولة اسرائيل لن تعيش. إنها بلا دفاع الآن، بلا ستر. لذا يتوجب على العالم أن ينظر بعين الرحمة إلى السكان المدنيين. لأنه ليس ضد أناس بسطاء مدنيين يتوجّه حكم نبوءاتنا.
نحن نريد الخير لكل الشعب في اسرائيل، كل الخير، لكننا نحتفظ بحقّنا بأن لا نأكل برتقال يافا طالما ظل طعمه كريهاً، وطالما بقي سامّاً. وإنه لمن الممكن العيش سنين دون هذا العنب العنصري الأزرق.

إنهم يحتفلون بالانتصارات
نحن نعتقد أن اسرائيل لا تتفجّع على أربعين طفلاً (مذبحة قانا الثانية-المترجم) لبنانياً مقتولاً أكثر من ندبها لثلاثة آلاف من السنين على أربعين سنة في الصحراء. نحن ندوّن أن كثيراً من الإسرائيليين يحتفلون بمثل تلك انتصارات كما احتفلوا مرة بالمعاناة التي أرسلها الرب كعقاب للشعب المصري. (في هذه الحكاية بدا رب اسرائيل كساديّ لا يكتفي). نحن نتساءل فيما إذا كان أكثر الاسرائيليين يرون أن حياة اسرائيلية واحدة أثمن من أربعين حياة فلسطينية أو لبنانية.
ولأننا رأينا صوراً لفتيات اسرائيليات صغيرات وهن يكتبن تحيات حقد على القنابل التي ستطلق على السكان المدنيين في لبنان وفلسطين، فإن أولئك الإسرائيليات الصغيرات لسن عذبات، ما دُمْن يتبخترن ابتهاجا للموت والعذاب في الجهة الأخرى من الجبهة.

انتقام ثأر الدم
نحن لا نعترف بخطاب دولة اسرائيل. نحن لا نعترف بلولب الانتقام الدموي على طريقة "العين بالعين والسن بالسن". نحن لا نعترف بمبدأ: عشر عيون أو ألف عين عربية من أجل عين إسرائيلية واحدة. نحن لا نعترف بالعقاب الجماعي أو بعلاج التنحيف للناس كسلاح سياسي. ألفان من السنين ولّت منذ أن انتقد متنبّىء يهودي هذه العقيدة المتحجّرة " العين بالعين والسن بالسن ". قال: " مثلما هي رغبتكم في أن يعمل الآخرون لأجلكم، اعملوا أنتم أيضاً لأجلهم ".
نحن لا نعترف بدولة تتأسس على مبادىء ضد الانسانية، وعلى يباب دين وطني عتيق، دين حرب. أو مثلما أوضح ألبرت شفايتزر: "الانسـانية لا تعني أبداً أن يضحي إنسـانٌ من أجل قضية".

رحمة وغفران
نحن لا نعترف بمملكة داوود القديمة كنموذج لخريطة الشرق الأوسط في القرن الواحد والعشرين. هذا المتنبّىء اليهودي أكّد قبل ألفي سنة أنّ مملكة الربّ ليست تشييداً حربياً متجدّداً لمملكة داوود، وإنما مملكة الرب فينا وبيننا. مملكة الرب رحمة وغفران.
ألفان من السنين ولت منذ أن وضع هذا المتنبّىء اليهودي سلاحه، وأنسن كليّاً بلاغة الحرب القديمة. وسلفاً في زمنه؛ اشتغل أوائل الإرهابيين الصهاينة.

اسرائيل لا تصغي
خلال ألفي سنة عبأنا نحن منهاج الإنسانية، لكن اسرائيل لا تصغي. لم يكن الفرّيسيُّ (الفريسيّ واحد الفريسيين فئة يهودية ضيّقة النظرة-المترجم) هو من ساعد الرجل الذي انْطرح على حافة الطريق بين جمع اللصوص. لقد كان سامريّا، وكنا سنقول عنه اليوم إنه فلسطينيّ. أولاً وقبل كل شيء نحن بشرٌ. مسيحي، مسلم، ويهودي. أو مثلما قال ذاك المتنبّىء اليهودي: " أين الرفعة في أن تحييوا بودّ من يخصّونكم فقط؟ ". نحن لا نقبل اختطاف جنود، لكننا لا نعترف بترحيل مجاميع من الناس، ولا بخطف أعضاء برلمان منتخبين وشرعيين، ولا أعضاء حكومة أيضاً.
نحن نعترف بدولة اسرائيل1948 لكن ليس اسرائيل 1967. إنها هي دولة اسرائيل التي لا تعترف، ولا تحترم، ولا تنحني لدولة اسرائيل 1948 الشرعية. اسرائيل تريد المزيد. تريد ماء أكثر، وبلدات أكثر. ومن أجل بلوغ هذا يـريد البعض، وبمعونـة الرب، حلاً نهائياً للمسـألة الفلســطينة.
الفلسطينيون لديهم أوطانٌ أخرى كثيرة جداً؛ تقول شخصيات إسرائيلية ساسية. نحن لدينا فقط وطن واحد.

أمريكا أم العالم؟
أو مثلما يعبر المدافعون الغلاة عن دولة اسرائيل: " ليبارك الرب أميركا". لقد كانت طفلة صغيرة من غصّ بهذا. فالتفتتْ نحو أمها وقالت: " لماذا يختتم الرئيس دوماً خطاباته بالقول: ليبارك الرب أميركا؟ لماذا لا يقول ليبارك الرب العالم؟ "
ذات مرة أفشى شاعر نرويجي نهدة قلبية بريئة كالتالي: " لماذا تتقدم الانسانية ببطء شديد؟ " وكان هو وبجمال خارق من كتب عن " اليهودي " و" اليهودية ". لكنه هو أيضاً من رفض مفهوم شعب الله المختار، حتى إنه سمّى نفسه بـ " المحمديّ" (المسلم-المترجم).

تعقّل وشفقة
نحن لا نعترف بدولة اسرائيل. لا اليوم، ولا في لحظة كتابتنا، ولا في ساعة الغضب والحزن. فيما لو كان على الوطن الإسرائيلي أن يسقط بسبب قسوة قبضته، وتوجب على مجاميع من السكان أن يفروا من مناطقهم المحتلة عائدين إلى الشتات، فإننا نقول: يتوجب على المحيط أن يكونوا هادئاً وأن يظهر الحكمة....في تلك اللحظة. إنها لجريمة أبداً ودوماً ودون ظروف مخفّفة أن توضع يدٌ على لا جئيين بلا دولة.
سلاماً وأماناً للسكان المدنيين المرحلين الذين لم تعد لهم دولة تحميهم. لا تطلقوا النار على اللاجئين! لا تصوّبوا نحوهم! إنهم الآن سريعو العطب مثل حلزون بلا قوقعة، سريعو العطب مثل قوافل بطيئة للاجئين، فلسطينيين أو لبنانيين. إنهم الآن بلا دفاع مثل نساء وأطفال وشيوخ قانا، وغزة، وصبرا، وشاتيلا. اعطوا اللاجئين الاسرائيليين حيّزاً، اعطوهم حليباً وعسلا!
لا تدعوا طفلاً اسرائيلياً يغرّم حياته. فقد قُتل سلفاً أطفال ومدنيون أكثر من الكثير.
هذا المقال موجود كذلك على هذا العنوان