لفت انتباهي هذا العنوان الصادر على الصفحة الرئيسية بصحيفة الصباح الأسبوعية الصادرة اليوم
(2007 ديسمبر9)
قبل أيام قليلة من عيد الاضحى انكماش في الإقبال على شراء الأضاحي ... والأسباب تبدو غير واضحة إلى الآن
و هو عنوان لما يدعى بحكم العادة "بالمقال" و فيه يتساءل صاحبه عن أسباب عدم إقبال المواطن
قبل أيام قليلة من عيد الاضحى انكماش في الإقبال على شراء الأضاحي ... والأسباب تبدو غير واضحة إلى الآن
و هو عنوان لما يدعى بحكم العادة "بالمقال" و فيه يتساءل صاحبه عن أسباب عدم إقبال المواطن
التونسي على شراء كبش العيد. في الواقع لم أستغرب من الجزء الأول من عنوان "المقال" فكل
من له أدنى قدرة على الملاحظة البسيطة قد شهد عزوف ذوي الدخل المحدود و المتوسّط عن
شراء "كبيّش" فضلا عن شراء كبش أقرن مكتنزا شحما و لحما كما جرت عادة الآباء
و الأجداد، و هو عزوف أرغم عليه الكثيرون. ما شدّ انتباهي هو هذه الجملة الإضافية
"البديعة "والأسباب تبدو غير واضحة إلى الآن
و ككلّ صحفي يرنو إلى الكتابة بشكل منهجي فقد ابتدأ الكاتب بمقدمة عامّة عن وفرة العرض و تراجع الطلب ثم أردف هذه المقدمة بالتساؤل الإشكالي الرهيب: "ما هي الأسباب الحقيقية التي تكمن وراء تراجع عملية اشتراء الأضحية"؟
كنت أعتقد أن أهمّ سبب قد يجعل مواطنا تونسيا مسلما لا يقبل على شراء الأضحية يكمن في قلّة ذات اليد و في انهيار مستوى الطاقة الشرائية، إلا أنّني قلت في نفسي: "لعلّ الكاتب قد قام بدراسة اجتماعية أنثروبولوجية خرج على إثرها بالجديد الذي سيبهرنا به
قد يكون اكتشف مثلا أن وعي المواطن بأهمّية الثروة الحيوانية قد تبلور بشكل جعله يأخذ قراره بعدم تبديدها في يوم واحد، فمواطن اليوم إنسان يحافظ على البيئة، ألا ترون أن كلّ ولاية تبدأ بشارع البيئة؟ أو قد يكون استنتج من دراسته أنّ الكثير من التونسيين لم يعودوا يؤمنون بضرورة اتـّباع سنة الرسول بعد أكثر من أربعة عشر قرنا خلت خاصة أنّ ذلك لا يخلّ بإيمانهم فالأضحية ليست من الفروض و لكن من السنن و ليس على المؤمنين حرج في تركها
إلا أنني بعد قراءة بعض الثرثرة عن مشهد حركية الأسواق فهمت أن عبارة الأسباب الحقيقية تعني الأسباب المعروفة العادية المألوفة و ما قام به الكاتب ليس سوى إشهار لمقاله لجلب أكبر عدد من القراء، و ما أراد أن يبلغنا إياه هو أن الإمكانيات المادية الصعبة للمواطن و شطط الأسعار هما العاملان الأساسيان اللذان يتحكمان في السوق
ورغم أن هذا المقال لا يضيف شيئا لما نعلمه عن الحالة الاقتصادية و الاجتماعية المتردية التي يمر بها المواطن التونسي إلاّ أنّه يعتبر نوعا ما جريئا، فالصحافة التونسية بشكل عام لا تجرأ على ذكر الصعوبات المادية التي يتعرّض لها المواطن يوميا. و لكن كان بإمكان الكاتب أن يضيف إلى ما ذكره من الأسباب غلاء العلف الخاص بتربية الماشية و الجفاف الذي تعاني منه المناطق الداخلية منذ سنوات. و لكن ما حيلتنا و نحن نحِـنّ دوما إلى أن "نغطّي عين الشمس بالغربال"؟
كنت أعتقد أن أهمّ سبب قد يجعل مواطنا تونسيا مسلما لا يقبل على شراء الأضحية يكمن في قلّة ذات اليد و في انهيار مستوى الطاقة الشرائية، إلا أنّني قلت في نفسي: "لعلّ الكاتب قد قام بدراسة اجتماعية أنثروبولوجية خرج على إثرها بالجديد الذي سيبهرنا به
قد يكون اكتشف مثلا أن وعي المواطن بأهمّية الثروة الحيوانية قد تبلور بشكل جعله يأخذ قراره بعدم تبديدها في يوم واحد، فمواطن اليوم إنسان يحافظ على البيئة، ألا ترون أن كلّ ولاية تبدأ بشارع البيئة؟ أو قد يكون استنتج من دراسته أنّ الكثير من التونسيين لم يعودوا يؤمنون بضرورة اتـّباع سنة الرسول بعد أكثر من أربعة عشر قرنا خلت خاصة أنّ ذلك لا يخلّ بإيمانهم فالأضحية ليست من الفروض و لكن من السنن و ليس على المؤمنين حرج في تركها
إلا أنني بعد قراءة بعض الثرثرة عن مشهد حركية الأسواق فهمت أن عبارة الأسباب الحقيقية تعني الأسباب المعروفة العادية المألوفة و ما قام به الكاتب ليس سوى إشهار لمقاله لجلب أكبر عدد من القراء، و ما أراد أن يبلغنا إياه هو أن الإمكانيات المادية الصعبة للمواطن و شطط الأسعار هما العاملان الأساسيان اللذان يتحكمان في السوق
ورغم أن هذا المقال لا يضيف شيئا لما نعلمه عن الحالة الاقتصادية و الاجتماعية المتردية التي يمر بها المواطن التونسي إلاّ أنّه يعتبر نوعا ما جريئا، فالصحافة التونسية بشكل عام لا تجرأ على ذكر الصعوبات المادية التي يتعرّض لها المواطن يوميا. و لكن كان بإمكان الكاتب أن يضيف إلى ما ذكره من الأسباب غلاء العلف الخاص بتربية الماشية و الجفاف الذي تعاني منه المناطق الداخلية منذ سنوات. و لكن ما حيلتنا و نحن نحِـنّ دوما إلى أن "نغطّي عين الشمس بالغربال"؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق