لا الخيل و لا البيداء تعرفني
اللّيل كائن يذكّرني بالإلهام و الأنغام و الأوهام و الأحلام.ه
هل تعلم أنّي غدوت عاشقة اللّيل بدون منازع؟ يأسرني الليل و نحن نرتشف معا قارورة مبرّدات علّها تطفئ اللّهب الكامن وراء أسوار ذاتي. معا نصغي إلى الصّمت و بداخلي تتفجّر الكلمات. كلمات صامتة صاخبة، مفضوحة و مسكوت عنها، متمرّدة و عابثة.ه
و ماذا عن القرطاس و القلم؟
هل تكفي أوراق ناصعة البياض أو دفتر ذو بريق مميّز للإغراء بالكتابة؟ و هل ينفلت عقال قلمي ذات ليلة و ينطلق وحيه؟
أنا التي ما فتئت منذ عرفتك تعتريني حالة هذيان أمام الورقة البيضاء التي تدعوني تارة همسا و طورا بصخب و إلحاح إلى الأخذ بناصية القلم و جرّه إلى البوح. الورقة مثلها مثل الحصان العنيد الجموح الذي لم يتمّ ترويضه بعد، في طوره الأقرب إلى الطّبيعة يستعصي على السائس الأكثر تمرّسا، فكيف بي أنا التي لم أعتد على ركوب الخيل حتّى الأكثر منها لينا و استكانة؟
عَهدْتُ نفسي دوما كائنا ورقيّا أستهلك الأوراق التي روّضها غيري و لم يخطر ببالي أنّ قلما و أوراق بيضاء من أوراق الطباعة قد تلبّي ندائي، أم تراني أنا التي لبّيت نداءها لدرجة أنّي لا أدري إذا ما كنت أنا التي أمسك بالقلم أم هو الذي يأخذ بزمام الأمور، هل أهيّئ نفسي إلى أن أ َكتب أو أ ُكـْـتـَب؟
أكتب إليك و عنك من مدينة هربت منك إليها علّها تستوعب جنوني و هذياني، أنوثتي و حرماني، كفري و إيماني و لوعتي و أحزاني.
أكتب إليك و ما من سيف أستلّه
و ما من رُمْح أملكه
أكتب إليك و كم سيروقني و سيرضي غروري أن أعلم أنّك لم تأل جهدا في البحث عنّي و أنّك أبدا لم و لن تـشْـفَ منّي.ه
هناك 10 تعليقات:
مرحبا ماهيفا :--)لكم اشتقنا إلى غضب الدوالي و هذيان الأعناب الثائرة إلى أن أصبحنا كالأيتام في مأدبة اللئام. لك الخيل نسوسها لتنطاع لإيمائة من شفرك، و البيد نسقيها لتخضر حبوبا و زعفران، و السيوف نصقلها لتخجل منها المهندات و نضع عند رجليك قناطير من أجود الشاطبيات، فلا تبخلي عنَّا بما تخطه أفكارك الجميلة و ثورات غضيك الراقي.
مرحبا أزواو
كيف يمكنني أن أردّ على تعليق بهذه الشاعريّة؟
أنا أيضا اشتقت إلى حومة البلوقوسفار برمّتها
شكرا على مرورك
نص جميل و مشاكس..سعيد بعودتك
ART.ticuler
و أنا سعيدة بمرورك، شكرا
و أنا أتصفح مجمع المدونات التونسية هذا تتعلق عيناي بإسم مدونتك و لاتتركهما
عودتك كانت مثل طلوع البدر في ليل حالك، تدوينة رائعة و عودة أروع فبالله عليك يا ماهيفا لا تطيلي الغيبة ثانية
قلة هنّ المدونات الجيدة
تعرفك نجمة شاردة ضاقت بالضّوء فانهمرت وشما بالعتمة
ماهيفا
خصب ليلك يا صديقة بهذه البيداءالشّاسعة
الشنفرى
لقد أوحيت لي بفكرة. سأطالب بالحصول على علامة مواصفات الجودة
ISO
في مجمع البلوغوسفار
شكرا على المجاملة
تصبحون على وطن
مرحبا بك و أعتذر إليك عن كلّ تعاليقك التي لم تحض منّي بردّ
يبدو أنّ النجوم الشاردة قد تلتقي فيضيق الليل بضوئها
Désolé de te répondre en français, ton beau billet m'a rappelé cette vieille chanson d'Adamo "La nuit" et qui disait :
"Si je toublie pendant le jour
Je passe mes nuits te maudire
Et quand la lune se retire
Jai l'âme vide et le cœur lourd
La nuit tu mapparais immense
Je tends les bras pour te saisir
Mais tu prends un malin plaisir
A te jouer de mes avances
La nuit, je deviens fou, je deviens fou "
Très beau poème, Khanouff.
Merci.
إرسال تعليق