الجمعة، 1 يونيو 2007

أنا ...من أجل مغرب ديمقراطيته "كبيرة

دعا بيغ تراب بوي يوم 9 ماي 2007 إلى جعل يوم 1 جوان 2007 يوما للتدوين من أجل الدول المغاربية، و قد رحّب الكثير من المدوّنين بالفكرة و ذلك عن طريق إرسال تعاليق على مدوّنة بيغ تراب بوي أو عن طريق إشهار البانر المصاحب لهذه الحملة

إن فكرة الاتحاد و المطالبة به و التعبير عنه و البحث عن آليّات و طرق بنائه هي فكرة سوية في حد ذاتها، و الإنسان إذا آمن بأن في الاتحاد قوة فإنه لا يعلن عن اكتشاف نظرية في المعرفة، إنما قد يكون في اتحاد البعض من البشر حافزا له على خوض التجربة، وبدون إخضاع النظرية إلى واقع التجربة لا يمكن الجزم بجدواها و لا بعدم صلاحيتها

توقـعت منذ الساعات الأولى من اليوم أن أحضر مهرجانا للتدوين من أجل المغرب الكبير، خاصة و أن بيغ تراب بوي لم يفتأ يذكّر بقرب الموعد المنتظر. توقعت أن تتعدّد الآراء بخصوص مواضيع تطرح للمجادلة و أن تصاغ بعض الإشكالات الخاصة بدقائق الأمور و أن يشمل النقاش المسائل التي قد تبدو للوهلة الأولى بسيطة ثم تبيّن لنا تفاصيلها أنها ليست كذلك. و لكنني فوجئت بيد الواقع تهزّني بعنف و تخرجني من السبات

لست أنكر أن البعض القليل من المراسلات كان حافزا بالنسبة لي بعثني على التأمل، و أذكر من بينها بالذات مراسلة طارق الكحلاوي هنا و مراسلة مواطن "سيتيزن" هنا و مراسلة نادية من تونس هنا، و حين أذكر هذه الأمثلة فأنا لا أعني بالضرورة أنني أشاطر هذه الآراء إنما أجد أن هؤلاء كانوا نوعيين في طريقة تعاملهم مع الموضوع. في حين أن الكثير من المراسلات الأخرى قد سقط في التأريخ أو في ذكر العموميات

ما الذي يجعل نتائج هذه الحملة أقل من المأمول؟

منذ ابتداء هذه الحملة التدوينية لاحظت عدم حصر للموضوع من جانب صاحب الفكرة الأساسية ثم المساندين لها ممّا جعل فكرة ذات محتوى عميق تصبح عديمة الوضوح. كذلك لم يساهم أصحاب التعاليق المساندين لهذه الحملة في تحديد مواضيع للبحث أو للحوار، هذا يعني أنه لم يكن هناك برنامج تدوين واضح

إن تباين وجهات النظر حول موضوع ما يجعل الحوار حوله ثريا و لكن هذا لا يمنع من أن نحدّد منذ البدء: لماذا سيتم استعمال عبارة المغرب الكبير و ليس عبارة المغرب العربي و ذلك بشكل لا يبقى بعده لبس في أذهان المدونين؟ و إنني إذ أقول هذا فإني لا أحمّل بيغ تراب بوي المسؤولية في ذلك لأنه قد شرح هذه المسألة في أكثر من مناسبة

ما حدث هو أن الكثيرين قاموا بنفس الخطأ الذي تقوم به حكوماتهم: أرادوا القيام بإنجاز دون أن يتحدد المسار الذي يتماشى مع الإنجاز و دون المرور بمرحلة طرح الإشكاليات. ما لاحظته اليوم يجعلني على يقين أن انعدام وجود مجال لتعدّد الآراء و لممارسة الديمقراطية الفعلية في عالم الواقع يحتّم علينا أن نكون جزءا من العقلية السائدة التي تردّد جملة من الشعارات و الخطابات دون وعي

هناك تعليقان (2):

Adem Salhi يقول...

اين كنت انت من كل هذا قبل يوم التدوينة و قد ادركت منذ ذلك الحين انه هناك بعض النقاط التي يجب ان توضح؟؟؟ لماذا لم تكتبي عن الموضوع و تقدمي اقتراحاتك؛ ثم لماذا لم تقدمي الآن اقتراحات عملية و امثلة واضحة لما يجب ان نقوم به؛ فيوم امس ليس سوى البداية؛ لقد سقطت في نفس ما قمت بانتقاده؛ و هو تقديم عموميات و آراء غير واضحة؛ كان يجب عليك ان تقدمي البديل؛ لان نقدك الآن أصبح بدون معنى لان مقالك يصنف في نفس الخانة التي قمت بانتقادها

mahéva يقول...

آدم
آمل أن تجد إجابة عن تساؤلاتك على النص التالي
http://lesraisinsdelacolere.blogspot.com/2007/06/blog-post_04.html