الجمعة، 5 سبتمبر 2008

الوطن

الوطن كتلة لا تتجزّأ، الوطن أشلاء مبعثرة. الوطن مزاج، الوطن مزيج. مزيج من اللّذّة و الألم.ه

الوطن تراكم الحواس: يبهرك ببريقه الأخـّاذ و بظلمته الحالكة، تستمع إلى صمته المستكين و إلى جلبته العابثة، تستنشق عبيره و عبقه و تشتمّ روائحه المنفـّرة، تلمس رطوبته و خشونته، تتذوّق عذوبته و مرارته.ه

هو عبق البخور و الكليل في المدينة العتيقة و هو رائحة المصبّات المثيرة للاشمئزاز في الأحياء الفوضوية.ه

هو صوت فيروز الملائكي يغمرك بالدهشة كل صباح و يُعدّك لاستقبال يوم نشط و هو صوت المؤذّن يوقظك من أعزّ أحلامك كل فجر.ه

هو منظر باعة الياسمين و الفل في أبهى حللهم في مقاهي و أنهج سيدي بوسعيد و هو مرأى مئات النسخ من نفس الصورة الحائطية و اللافتات على حيطان البلديات و الولايات و "المؤسّسات".ه

هو لمسة أمّ حنون تسهر على راحتك حين تمرض و هو عضة بعوضة في ليلة صيفية قائظة.ه

هو مذاق قطعة بقلاوة تستمتع بها صباح العيد و أيام الأعراس و هو طعم مرارة الغصة تخنقك لأنك غير قادر على المضي قدما أو على التغيير.ه

هذا هو الوطن فما بإمكانك حمله و الترحال به و معه و ما هو بقادر على احتوائك و قبول هذيانك المتواصل. تنظر إليه و ينظر إليك فيصير بك الألم إلى حالة من انفصام في الشخصية تحيلك إلى طفل يعيش حلمه و لا يستفيق أو إلى عجوز هرم يعيش كابوسه إلى ما لا نهاية.ه

هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

Depuis un certain avril 2003 la perception, la relation même au mot patrie est changée, chamboulée, bousculée, depuis que l’amour pour la liberté, le désir de voir la mort du despote a fait entrer l’envahisseur par la grande porte, et la haine et les enrubannés sur le dos des chars…Depuis cette rupture dans le temps, ce cataclysme historique, il voudra mieux s’attacher à ces instincts et mettre en boite un peut de terre, une fleur de jasmin, un coton imbibé de l’odeur d’un beignet chaud, partir loin et prendre pour patrie, la terre qui offre même une ombre de dignité…

mahéva يقول...

Khanouff, toujours contente de savoir que tu es là.
Il semble bien que la seule issue est ailleurs, dans un nouveau monde.

غير معرف يقول...

Il voudra mieux espérer un nouveau monde que de lui vouloir d'être piétiner par les sabots des chevaux de ces assaillants...

غير معرف يقول...

الوطن؟ساهل ياسر:
هو لجعان كسكروت تن..
وللعطشان كاس لبن..
وللي عايش في غربة:تلفون يرن
وللي ساكن في جبة:دار يجبهالو جن
الوطن للي يحس :موسيقى وفن
وللي قلبو ميت كفن..
الوطن فكرة بنينة كجبن..
نسينا طعمها كيف بدلنا سن بسن! :-)

غير معرف يقول...

الوطن يا صديقة هو هذا الحلم الذي يصرّ على بعثرتنا بين امل وخيبة بين غفوة واستيقاظ بين حقد وحب بين فرح وحزن ...نعم قدرنا أنّنا نقترف حبّ الوطن وبين هجر ووصال سنبقى على عشقه ولو تمادى نزفنا منه
وتصبحين.. على وطن

عياش مالمرسى يقول...

un article simple et poétique comme je les aime, merci.