السبت، 23 أغسطس 2008

بعيدا عن السياسة


عندما تمثّل محاولاتك العقيمة لفهم الواقع بحثا في مجال الطلاسم و الحروف الهيروغليفية

عندما يغمرك المسكوت عنه فيبتلعك، فلا أنت بقادر على تناسيه و لا بإمكانك الخروج منه، و لا حق لك في طرح السؤال القاتل و لا في رفض الأجوبة الخرساء العمياء

عندما تُصادَرُ الأحلام فيصبح حديثك عن الحرية و الديمقراطية و التداول على السلطة مبعثا على السخرية

عندما يغمر أشباهَ المثقـفين وهمُ المعرفة فيتحرّكون عكس التاريخ ويلقون بك في غياهب ماض سحيق لم يخرجوا منه رغم استعمالهم للطائرة و الهاتف الجوّال و الحاسوب

عندما يتآمر عليك المكان و الزمان فلا تقدر على التمييز ما إذا كنت جزء منهما أو ضحية لهما

عندما تصبح عبارتي "هكذا نحن" و "هكذا أراد الله" إجابة لكل ما يختلج به صدرك

عندما يتحالف الفقر و الجهل ليقـدّما لك منتوجا أنت أخوه و أبوه و ابنه

عندما تشتدّ حولك العتمة فلا تجد لتبديدها سوى عود ثقاب... مبتـلّ

عندما يصبح الوطن على اتساعه سجنا تتنفس فيه بالكاد و تتحرك فيه و تأكل و تنام بأمر، و "يتحدّاك" ملاكوه بمؤتمر

عندها يصبح الألم صديقا ملازما لغريزة حب البقاء، عندها لن تعود تميّـز بين الحياة و الموت الأبدي

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

C'est tristement beau, douloureusement vrai, effroyablement d’actualité…

citoyen يقول...

هذا ليس بغيدا عن السياسة بل هو تشاؤم في السياسة

titof يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
titof يقول...

حينها ستستسلمين و ستستبدلين قلم الرصاص بأخر من خشب و ستسيرين في جنازة الوطن وستكونين اول المشعين
و ستعزين نفسك بأن هكذا اراد الله
الله لا يخطط للموت و لا يتآمر كما يفعلون الله اهدنا وطنا لكنهم هم من نسو ان هذا الوطن لنا
سيمرون فلا تجزعي هم مرحلة من تاريخنا ستمضي و لن تبقى

غير معرف يقول...

Très beau texte !
Ca me rapelle un auteur, Waciny Laredj. Tu devrais le lire ;-)

Naravas