عندما يمسك إنسان ما عن الخوض في موضوع تمّ طرحه في أيّ فضاء للنقاش سواء كان ذلك حصّة للدرس أو حلقة نقاش أو عالم التدوين على الإنترنت فهو يعبّر عن موقف شخصي
و هذا الموقف يرجع إلى أسباب تختلف باختلاف الأفراد: بعض الأشخاص يفضلون الاستماع إلى الآخرين حتى تتكوّن لهم وجهة نظر، البعض الآخر لا يجد هذا الموضوع ضمن دائرة اهتمامه و البعض الآخر يخيّر أن يترك رأيه لنفسه إمّا لعدم الرغبة في الحوار أو لعدم اقتناعه بجدوى التحاور في الموضوع
و مهما كان القرار الذي يتـّخذه شخص ما إزاء طرح موضوع ما فهو قرار شخصي يدعو إلى الاحترام طالما لم يعبّر صاحبه عن استهتاره بالموضوع أو عن تهجّم مجاني
و هذا الموقف يرجع إلى أسباب تختلف باختلاف الأفراد: بعض الأشخاص يفضلون الاستماع إلى الآخرين حتى تتكوّن لهم وجهة نظر، البعض الآخر لا يجد هذا الموضوع ضمن دائرة اهتمامه و البعض الآخر يخيّر أن يترك رأيه لنفسه إمّا لعدم الرغبة في الحوار أو لعدم اقتناعه بجدوى التحاور في الموضوع
و مهما كان القرار الذي يتـّخذه شخص ما إزاء طرح موضوع ما فهو قرار شخصي يدعو إلى الاحترام طالما لم يعبّر صاحبه عن استهتاره بالموضوع أو عن تهجّم مجاني
و لكن يبقى من حق هذا الشخص أن يعبّر عن رأيه إذا تبيّن صواب ذلك، فهو ليس جهازا يعمل بمجرد أن يقع الضغط على زرّ من أزراره، كما أنه و خاصة إذا كان يؤمن بحرية الفكر لن يمتنع عن إبداء وجهة نظره في أي وقت يرتئيه
مهما كان الموضوع المطروح فإنه من العسير تناوله بالدرس إذا كان عاما جدا. حاول مثلا أن تكتب عن "الحرّيّة" أو "التربية" أو "الدين" دون أن تحدّد إطارا للبحث في الموضوع، ستجد نفسك أمام خيارات قليلة: إما أن تسقط في تقديم عموميات و تكرار أفكار مستهلكة لا جديد فيها أو تسقط في التأريخ، أو في أفضل الحالات ستجد نفسك بصدد تحديد مفاهيم معيّنة و ذلك حتّى تتمكّن من الخوض في موضوع ما للنقاش و إذا ما فعلت ذلك فستكون أنت بذاتك الذي تطرح إشكالية للبحث، مع العلم أنه ليس بالأمر الهيّن طرح الإشكاليات
إذا توصلت إلى طرح إشكالية ما في خصوص موضوع ما فهذا يعني أنّك تحمل هاجسا معرفيّا يجعلك تفكّر. و عالم الفكر ليس متاحا لكلّ من يحمل قلما، لهذا تجدني مثلي مثل الكثيرين غيري أراقب و أتابع الأحداث و الواقع قبل أن تـُفرَضَ عليّ طريقة تفكير معيّنة. و هذا فرق (و هو ليس بسيطا) من الفروق بيني و بين أيّ فيلسوف أو عالم في مجال العلوم الإنسانية لديه قدرة على التفكير و التجريد و المضيّ قدما في عالم المنطق و الترابط المنطقي
إذا ما لمس شخص ما في نفسه قدرة على النقد، فذلك حسب رأيي أمر إيجابي لأنّه لولا النقد و تعدّد الآراء و الاختلاف لما تحركت عجلة التاريخ. و إذا ما لم نرحّب بنقد الآخرين على الأقل بمحاولة فهم المجال الذي تمّ فيه نقد فكرة ما (أقول فهم ولا أقول استجابة)، فإنّ ذلك دليل على عدم تهيّئنا لتغيير أساليب العمل أو لتطويع أفكارنا للمفاهيم الأساسية
هل يفترض نقدنا لفكرة ما أن نقدّم طرحا بديلا لها؟ ليس شرطا من شروط النقد تقديم البديل. بإمكان الجميع مثلا أن يلاحظ كم هي شائكة قضية العراق اليوم و بإمكان العديد من الأشخاص أن ينقدوا ظاهرة من الظواهر في هذه الدولة، لكن يتعذر على أغلبهم أن يقدّموا وجهة النظر المعجزة التي عن طريقها ستتمّ تسوية الوضع. عندما نقدّم نقدنا بخصوص مسألة ما فإننا نلتجئ إلى مخزوننا الفكري و المعرفي و الثقافي، بينما عندما نقترح حلاّ بديلا عن وضع لا نراه صائبا فنحن نبني نظرية، وهو أمر لا أرى أنّه ضمن حدود إمكانياتي
هناك 3 تعليقات:
ton passage matinal sur mon Blog voyageur est un rayon de soleil à nul autre pareil!
Merci
Bizz
El Greco
سأحاول ان أرد على نصك فكرة فكرة؛
اولا ليس من العيب التريث في اصدار الاحكام او التأخر في الحكم حتى تتكوّن للمرء رؤية واضحة عن الموضوع؛ بل هذا هو المطلوب في الواقع؛ ولكننا هنا لا نتحدث عن نقاش نظري مفرغ من محتواه المكاني و الزماني؛ لذا فان المنطق العملي هنا عامل اساسي؛ كان يجب عليك ان تقدمي اقتراحاتك قبل اليوم المشهود حتى تصبح ذات قيمة عملية؛ فنحن هنا لا نناقش مسألة نظرية بحتة؛ بل واقعا عمليا سعيت بنقدك الى اقتراح تغييره؛ لذلك جاء الآن متأخرا جدا لان الغاية العملية لم تعد سارية؛ و بما انك مثلت بالعراق فاني ساستعمل نفس المثال و سأشبهك بمحلل سياسي يطرح الآن خطة لصدام تساعده على النصر في حربه؛ حتى لو كان كلامه صحيحا فانه من الناحية العملية لاغ.
اما فيما يخص تحديد الاشكاليات عند تناول اي موضوع ما فانا اوافقك تماما و أعتقد ان هذا امر بديهي لا مجال فيه للنقاش؛ وكما قلت فانه لا يمكن ان نقوم بكل شيء في يوم واحد كان من الواضح ان هدفه اعلامي بالاساس و الاعلان عن ضرورة الاهتمام بالموضوع و تناوله من جميع الزوايا؛ و أعتقد اننا نحجنا و لو نسبيا في ذلك
ٍِهل يفترض نقدنا لفكرة ما أن نقدّم طرحا بديلا لها؟
نعم هذا ضروري؛ والا ما قيمة النقد؛ النقد الذي لا يقدم بدائل يتحول الى انتقاد؛ فقط ارجعي الى تاريخ الادب و الفلسفة لتري ان كل تيار جاء ناقدا لما سبقه و قدم بدائل لذلك؛ و تاريخ الفكر الانساني كله انبنى على ذلك؛ والامثلة على ذلك كثيرة ولا داعي لذكرها هنا؛ ان تقديم بدائل لا يعني بالضرورة تقديم حلول معجزة؛ لان هذه الحلول تبقى نسبية و لايمكن ان تكون نهائية والا لانتهاء تاريخ الفكر عند وصول بعضنا الى حلول نهائية في شتى المواضيع؛ نعم يمكن لاي واحد ان ينتقد و يقول ما يريد بشأن العراق؛ ولكن رأيه يبقى بدون أهمية عملية و لا تأثير له عجلة السياسية؛ لكن الرئيس الفرنسي او الايطالي لا يمكنه ان يقول ما يريد او ينقد هكذا دون ان يقدم بدائلا؛ لانه عمليا عنصر فاعل في العالم الذي ينقده ؛ و بما انك مدوّنة فانه لا يمكنك ان تقدمي نقدا هكذا دون تقديم طرح آخر مقابل؛ لان النقد هنا يفقد معناه و أهدافه؛ فليس هناك نقد للنقد؛ فانت لست اي أحد من خارج العالم الذي توجهين نقدك اليه؛كما لا يمكن لناقد أدبي ان ينقد نصا دون ان يبين مواضع الخلل فيه؛ وهو هنا لا يقدم حلولا ؛ لان أهداف و اسلوب النقد يختلفان حسب مجال النقد
أخيرا سعيد بأن هناك في المدوّنة التونسية من يجبرني على كتابة رد مطوّل اشتقت اليه كثيرا
تحياتي
@El Gréco
C'est toujours un plaisir de te voir sur ce blog.
@Adam
أرجو أن تجد إجابة واضحة في النص التالي لأنور مغيث من موقع إيلاف ثم في مراسلتي القادمة
إرسال تعليق