الاثنين، 9 مايو 2011

الوضع العام في تونس بعد تصريحات الرّاجحي وبعد الندوة الصحفية للسّبسي

ما حدث في تونس العاصمة وفي بعض الولايات الأخرى على إثر تصريحات فرحات الراجحي، وزير الداخلية السابق الذي لم يحض وزير داخلية قبله بمثل شعبيّته، هو أمر متوقّع وغير مستغرب

وأهمّ النتائج المنتظرة والتي حدثت فعلا هي تلك الهجمة الشّرسة التي تعرّض إليها فرحات الراجحي إثر عرض أقواله على الملأ وهي هجمة لم يتعرّض إليها من الموالين للسلطة فقط بل كذلك من أشخاص يدّعون انتماءهم للمعارضة

هؤلاء يعيبون على الراجحي تصريحاته إمّا لأنّها "جاءت في وقت غير مناسب" أو لأنّها "غير مسؤولة" أو لأنّها "لا تعبّر عن رجاحة العقل كما يوحي به اسمه" أو لأنّها "لا تخدم مصلحة البلاد العليا". ويضيف البعض ممّن قرؤوا هذه الوضعية بهذا الشّكل أنّ الشّارع التّونسي اشتعل كأنّما كان ينتظر مثل هذه التّصريحات

النتيجة الأخرى المتوقّعة هو أن تعود مليشيات التّجمّع، والذي لا يزال الحزب الحاكم في تونس رغم كلّ المسرحيّات السّمجة التي توهمنا بعكس ذلك، إلى افتعال الفوضى وأحداث العنف، وأن تعود قوّات الأمن إلى استعمال العنف المادّي واللّفظي ضدّ المتظاهرين.

حالة الانفلات الأمني التي تعيشها تونس هذه الأيام تذكرني بالحالة التي مررنا بها إثر هروب بن علي

والجدير بالذكر في هذا الصّدد أنّه كلّما تشبّث التونسيون وبقوّة بمحاسبة رموز النظام السابق وبإقصاء التجمعيين من الساحة السياسية وبمساحة للتعبير السلمي وللإعلام الحر كلّما كثرت أحداث العنف والنهب والحرق والعصابات الملثّمة ليلا والتي لا يعلم أحد من أين تأتي. هذا التزامن في الأحداث لا يترك مجالا للشك أن التجمع بصدد الدفاع عن مكاسبه لأنه لن ينتحر ويسلّم نفسه للشعب حتى يحاسبه ويسائله هكذا بكل بساطة

وما ذكره السبسي في "الندوة الصحفية" التي عقدها بالأمس يذكّرني بالمسرحيات الهجينة التي كان يفرضها علينا بن علي مع عصابته الحاكمة والعصابة الموالية له داخل ما يسمى اعتباطا بالمجال الإعلامي. بعض الأسئلة لم تطرح حتى لا تحرج وزيرنا وبعض الأسئلة تمّت الإجابة عليها بنوع من الاستخفاف وبعض الأسئلة تمّ طرحها لطمأنة بعض البلهاء الذين ما زالوا يصدّقون الكذبة الكبرى التي يركبها السبسي نحو الديمقراطية المزعومة

طبعا السبسي يكذّب الراجحي لا يدين الأمن ولا يريد الخوض في موضوع لطيّف ويؤكّد للتونسيين بأن رشيد عمار ذهب إلى قطر لدراسة مسألة اقتصادية وبأن القناصة ليسوا إلا كائنات من إبداع خيالهم

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

كيف حالك ماهيفا

بيني و بينك فعلا الشعب التونسي مصاب بداء نظرية المؤامرة و من زبيبة يسكر و قال له يقوي سعدك قاله توه توه

ثم أن حديث الراجحي حديث قهاوي و كأنه مهبولة زغردولها في وذنها و أغراوها بثورة شعبية تنصبها رئيس جمهورية

من الآخر لا خير في الكلب لا في جزّه

الشعب الي تحركه باجات فايسبوك متاع نشر البهامة و مقاومة الماسونية و المثلثات ، و الي جزء منه و كبير سراق و نهابة و قلابة فيستة ، ممكن فعلا يضيع فرصة تاريخية للخروج من 14 قرن استبداد

ماهيفا يقول...

مرحبا صديقي
افتقدت وجودك على الفضاء الإفتراضي منذ وقت طويل
الإشكال هو كما ذكرت أننا نحاول أن نجد تأويلا معقدا لوضعية واضحة المعالم
ما زال التونسيون أو بعضهم في مرحلة المراهقة السياسية، يحاولون أن يفسّروا المعطيات حسب نظريات وإيديولوجيات بائدة
أرجو منك أن تتصل بي على عنواني
mahevabouazza@gmail.com

الحلاج الكافي يقول...

جلد الذات ليس الطريقة الأمثل لمعالجة الوضع السياسي بالبلاد ، نحن أمام عصابة مافيوزية لا زالت ماسكو بالحكم ليومنا هذا ، الباجي قايد السبسي واجهتها المعلنة أما الباقي فهم خلف الستار...
التجمع لازال في الحكم..ورموزه يسيّرون البلاد...السرك مازال يديره الباجي قايد الجوقة....

ماهيفا يقول...

أهلا بالحلاج
أعتقد أن قليلا من النقد يمكنه أن يدفع بنا إلى الأمام فليس كل ما نقف عليه من نقائص جلد للذات
نحن فعلا أمام عصابة مافيوزية ولهذا فتحديد الأولويات واجب. لا أعتقد أن الكلام عن مؤامرات خارجية أمريكية وصهيونية قد يحل المشكلة. المشكلة سببها تونسي وحلها يمكنه بل من الأفضل أن يكون تونسيا