قد يقرأ البعض العنوان و يتساءل: ما الذي يعنيني من قضية مطروحة في الكويت؟ لا تتسرّعوا من فضلكم، هذه القضية ليست خاصة بالكويت و لا بالسعودية و لا بمصر فقط، إنها قضية العرب جميعا أينما كانوا. عندما قرأت هذا المقال لجوزيف شلال وجدت صدى هواجسه ترعبني. إليكم المقال
تعتبر الكويت في مقدمة الدول العربية والخليجية خاصة في ممارسة الديمقراطية الى حد ما . كنا نتطلع الى الكويت منذ فترة ليست بالقصيرة بان يرتفع ويزداد الخط البياني للديمقراطية لا سيما بعد زوال خطر الاحتلال والغزو الصدامي للكويت في 2 / 8 / 1990 .يبدو لكل المراقبين ان الشعب الكويتي الشقيق لا يختلف كثيرا عن باقي الشعوب العربية الرافضة دوما لاي تطور وتحرر وديمقراطية ومواكبة العصر والاندماج والانفتاح مع العالم المتحضر المتحرر الحر
جميع التيارات الدينية التي جاءت ومارست لعبة السياسة من خلال ما يقال - ديمقراطية - غايتها ومن اهدافها المستقبلية السيطرة على الحكم والدولة والشعب . دخولها كان تحت اسماء وشعارات واعمال منها الجمعيات الخيرية والاصلاحية والمقاومة واحزاب اسلامية تدعي بانها ديمقراطية وترغب بالممارسة ما هي الا خدعة وطرق ملتوية لانها اصلا في قوانينها وقواميسها ومبادئها لا تعترف بشيئ اسمه اللعبة الديمقراطية وتعتبرها من المحرمات والافكار المستوردة من بلاد الكفر ! . حذرنا ونبهنا منذ عشرات السنين من قيام بعض تلك الحركات والمنظمات والاحزاب مثل - حزب الله - حماس - واحزاب في دول شمال افريقيا وغيرها . التاريخ اثبت ما قلناه حيث استيقظت المنطقة على حروب وحروب اهلية في لبنان وفلسطين والسودان ومصر وباقي الدول الاخرى
يجب التذكير والقول ما ذكرناه في المقدمة لكي لا ننسى ان اغلب الشعوب العربية لا ترغب وتقبل الديمقراطية العلمانية التي تؤمن بحرية الانسان وفصل السلطات والدين عن السياسة . لان هذه الشعوب بنسبتها العالية تؤمن بالشورى والخلافة والدين الاسلامي يتعارض مع بنود الاعلان العالمي لحقوق الانسان ... . من هنا وجدنا الكويت التي هي موضع بحثنا الان ونقاشنا حول غياب الحريات وازدياد الفساد وفقدان المحاسبة وكثرة الفتاوى الدينية واقحامها في منعطفات السياسة ودهاليزها والقرارات الحكومية وفي مجلس النواب
بسبب ممارسة الديمقراطية في غير محلها ومواقعها من قبل الاصوليين المتشددين وتداولهم لمواضيع اجتماعية وحريات شخصية واجتماعية لا حظنا تنامي دور هؤلاء الاسلاميين اللذين يؤمنون بالقبلية والعشيرة والطائفية والواسطة - العلاقات الشخصية - وادى كذلك الى تراجع الحريات المدنية والشخصية ومنع الاحتفالات في الغناء والمهرجانات كمهرجان فبراير وعيد الحب - العشاق - ومنع الهدايا والزهور واعتبروها من المحرمات وعمل المراة الى الساعة الثامنة مساءا فقط / وبعد ذلك ترجع الى بيتها وتنام كالدجاجة التي تدخل كوخها وقفصها قبل مغيب الشمس / !! . وتناسوا ويغضون النظر هؤلاء المتخلفون عقليا من المتشددين بان المراة في العالم اليوم تقوده واصبحت تطير الى الفضاء الخارجي بدون محرم ليراقبها
في راي ارى ان جميع فتاوى الاصوليين المتشددين في الكويت وغير الكويت ما هي الا غطاء للفاسدين والتستر عليهم والا كيف نرى هذا السكوت من قبل الدولة والسلطات على هؤلاء !! . راينا ان اموال الاسلاميين فاقت المليارات ولا من رقيب ومحاسب من اين لك هذا !!! . ان اتهام الاسلاميين لدعاة الاصلاح والتغير من العلمانيين واللبراليين بانهم عملاء للاجنبي ما هو الا اسلوب قبيح ورخيص لافشال الدعوات في الاصلاح والتغير والمزيد من الحريات في الانظمة العربية ما هو كذلك سوى لارضاء الانظمة لكي تقبل بوجودهم بشرط ان لا يمسون اركان السلطة والحكم
الاصلاح في الكويت لم يات سوى باقصاء وضرب تجمعاتهم في الجمعيات وازالتها والرقابة المتشددة على اموالهم وتحركاتهم واخيرا اخراجهم من اللعبة الديمقراطية التي لا يؤمنون بها اصلا . الاستغراب من الكويت وغيرها ياتي من عدم الاستفادة من التجارب التي حصلت في لبنان وفلسطين ومصر والسودان وباقي الدول الاخرى . المشكلة الاخرى التي تكمن في تلك الحركات والجماعات الاصولية المتشددة في اعمالهم وتحركاتهم السياسية انهم يضغون الطابع الديني الاسلامي على انشطتهم . وهذا طبعا يحاكي ويدغدغ مشاعر الشريحة الواسعة والقاعدة الجماهيرية من مختلف الطبقات الاجتماعية . وهذا يؤدي ايضا الى خلق طبقة اسلامية - راسمالية من التجار والاغنياء لتنافس الاخر وسيطرتها في النهاية على الداخل . من هنا بدات تتدخل من خلال فتاواها وافكارها المتشددة الرجعية بالمراة الكويتية وعملية دخولها البرلمان واعتبروه شرا ومقاومته جهادا عظيما . وهناك تحريم على المراة بالترشيح والانتخاب بحسب اعتقادهم بان ترشيح المراة محظور . وانهن ناقصات عقل ودين - ولا يمكن مساواتها بالرجل واحد الى واحد
ان اقحام الفتاوى بالحياة السياسية لم تعد مقتصرة على دور العبادة والعبادات لانهم يرون ان / الجهاد فرض عين على كل مسلم وفي اي مكان / . لهذا تمكنوا الجماعات الاسلامية تغلغلها بين الجمهور في كل الاتجاهات واصبح لها نفوذا دينيا وتجاريا واقتصاديا وسياسيا باسم اللعبة الديمقراطية التي لا يؤمنون بها ويستخدمونها كمطية للعبور والقفز والوصول الى نواياهم السيئة . ان غياب دور قوى العلمانيين واللبراليين والاصلاحيين في الكويت مثلا في توعية المواطنين والمجتمع المدني ودور المؤسسات في الرقابة والتشريع سوف يؤدي الى تفاقم الاوضاع سوءا . ما معنى قول الاسلاميين في منع الاختلاط في المعاهد والجامعات حينما طالبوا العلمانيين برفع هذا القانون - بانه سوف يؤدي الى الزنى ويتضاعف عدد اللقطاء في الشوارع - الا يعتبر مثل هذا الكلام انهم فعلا قد سيطروا على الشارع ومرافق الحياة في الدولة . اين القانون والدستور والعدالة من كل هذا الكلام الغير اخلاقي ومن فتاواهم المغرضة واقحام الدين حتى في البهجة والسرور والاحتفالات والمهرجانات وو . ونحن نندهش من ان ياتي الاصلاح الاجتماعي من جمعيات اصولية متشددة كجمعية الاصلاح الاجتماعي وتقول من واجبها اجراء التغيير والاصلاح في المجتمع
نتسائل اخيرا ما موقف الحكومة والحكومات الاخرى في المنطقة من ما يجري ويحصل من تخريب ودمار للمجتمعات وتهميش دور الدستور والقوانين والقضاء والسلطات ومنظمات المجتمع المدني ! وهل كذلك سيكون غض النظر عن تزايد وتنامي الاصولية الدينية في منطقتنا والغاية منها ايقاف عجلة التقدم ومواكبة العصر والعالم والعلم والمعرفة !!! . كل هذه الاسئلة وغيرها نتركها للايام القادمة ربما ستكون هناك اجوبة عليها ! . نتمنى ان ترجع الكويت كما كانت في بداية الستينات من القرن الماضي . لا اعتقد ان يتحقق هذا الا بابعاد واقصاء وتهميش تلك التيارات الاصولية المتخلفة كليا وتطبيق مبدا الدين لله والوطن للجميع
جوزيف شلال الحوار المتمدن - العدد: 2197 - 2008 / 2 / 20
هناك 3 تعليقات:
n'oublier pas que le peuple arabe n'est pas pret pour accepter un modèle laique!! donc soyons plus proche de la logique, et de la réalité. Aussi, le fondamentalisme ne peut faire avancer les choses!!
Est ce qu'on peut trouver un modèle entre les 2?? Autrement, je ne crois pas que ça marchera!!
Je ne suis pas aussi sur que toi dans l’affirmation que les sociétés arabes (j’insiste sur le pluriel) sont contre la laïcité et la démocratie. Ces peuples n’ayant pratiquement jamais eu affaire à une réelle liberté de parole, ni un pouvoir sur leurs destins…Puis il sera long, très long même d’évoquer ici la différence en modèle et projet dans l’élaboration d’une vision future de gestion des affaires de ces peuples…
En fin, cela ne veut pas dire que je suis en désaccords avec ton article, bien au contraire, j’adhère à l’analyse concluant à la main mise des courants islamistes (et leurs financements opaques pour ne pas dire douteux) sur les cours des choses et menant droit à l’asphyxie d’une des expériences les plus remarquable au Golf en particulier et au monde arabe en général.
Bonsoir mahéva, c'est hors sujet, on m'a tagué sur 6 Trucs sans importance sur moi, alors je t'ai choisi parmi mes 6 victimes!
إرسال تعليق