لليوم الرّابع على التوالي تعود ابنتي من المدرسة بعد الخضوع لتقييم نهاية السّنة الدراسية. وللمرّة الرّابعة على التوالي أصاب بخيبة أمل من المستوى الذي أصبح عليه التعليم في بلادنا. كلّ يوم تجري فيه ابنتي تقييما تجد معلّما أو معلّمة يراقب الامتحان وأثناء قيامه بدوره في المراقبة يقوم بـ"مساعدة" التلاميذ على تخطّي الصعوبات التي تعترضهم .
في اليوم الأوّل سأل تلميذ المعلّم "المسؤول" عن مرادف كلمة "عاتب" وقد كان ذلك سؤالا مطروحا على التلاميذ في تقييم العربيّة، وأجابه المعلّم بصوت مرتفع وذلك إيمانا منه بـ"تكافؤ الفرص" وقد يكون إيمانا منه بأنّه قادر على الإجابة على مثل هذا السؤال وإظهارا لقدراته اللّغوية: "عاتب معناها لامَ". بارك اللّه فيه وفي أمثاله.
في اليوم الثاني، أخذت المعلّمة تتنقّل بين الطاولات وتقول لهذا:"هذا صحيح" ولذاك: "هذا خطأ،انتبه هنا، أعد هذه العمليّة" وقد أكّد تلاميذ القسم المجاور الذين ينجزون نفس التقييم في مادّة الرياضيّات أنّ المعلّمة أخذت على عاتقها مهمّة إجراء بعض العمليّات الحسابيّة بنفسها للتّلاميذ "ضعاف الحال". سيحتسب لها ذلك ضمن حسناتها فهي تخشى على التلاميذ من مواجهة العوائق المعرفيّة.
يوم امتحان اللغة الفرنسيّة، عندما أعاد أوّل تلميذ ورقته للمعلّم، قال له هذا الأخير:"كان بإمكانك أن تكتب كذا وكذا إجابة على السؤال الأخير في الإنتاج الكتابي" وطبعا لم يتوان باقي التلاميذ عن الانتباه لهذه النصيحة وأخذها بعين الاعتبار.
اليوم كذلك لم يشذّ المعلّم المراقب عن القاعدة حيث عمد إلى تصحيح أخطاء التلاميذ في مادّة الإيقاظ العلمي خاصّة في الأسئلة التي تحتوي على اختيار إجابة واحدة من بين ثلاث.
المثل الفرنسي يقول "من يسرق بيضة (كمن) يسرق بقرة" وأنا أقول: "من يسرق طفولة، حلما، قيما، يسرق وطنا."
ما الذي يبنيه المعلّم عندما يسوّق للتلاميذ أنّ عدم الاعتماد على الذّات قد يكون أمرا إيجابيّا؟ عندما يعلّمه أنّ الغشّ والسرقة وانتظار الآخر حتى يقوم بمهامّك عوضا عنك هي أشياء مشروعة ولا خجل منها؟ ألا يعلم المربّي، إذا صحّت تسميته بالمربّي بعد هذا، أنّه قدوة للأطفال؟
كيف نستغرب بعد هذا أن يحاول تلاميذ البكالوريا الغشّ في الامتحان بكلّ السّبل الممكنة وكيف نستاء بعد هذا من أن ينجح في مناظرة الكاباس أشخاص بذلوا مجهودات جبّارة في التّحيّل على الأستاذ المراقب.
هؤلاء هم جيل المستقبل الذي يُعَوَّل عليه لمحاربة الفساد المالي والإداري،هؤلاء هم الذين سيؤسّسون لقيم المواطنة ولإرساء تقاليد المجتمع المدني.
ملاحظة: بطبيعة الحال أنا أستثني من هذه الممارسات بعض رجال التّعليم الذين يبذلون مجهودا يُشكـَرللإبحار ضدّ تيّار الكسل والتسيّب والغشّ وفلسفة المجهود الأدنى. تحيّاتي القلبيّة إلى هؤلاء.
في اليوم الأوّل سأل تلميذ المعلّم "المسؤول" عن مرادف كلمة "عاتب" وقد كان ذلك سؤالا مطروحا على التلاميذ في تقييم العربيّة، وأجابه المعلّم بصوت مرتفع وذلك إيمانا منه بـ"تكافؤ الفرص" وقد يكون إيمانا منه بأنّه قادر على الإجابة على مثل هذا السؤال وإظهارا لقدراته اللّغوية: "عاتب معناها لامَ". بارك اللّه فيه وفي أمثاله.
في اليوم الثاني، أخذت المعلّمة تتنقّل بين الطاولات وتقول لهذا:"هذا صحيح" ولذاك: "هذا خطأ،انتبه هنا، أعد هذه العمليّة" وقد أكّد تلاميذ القسم المجاور الذين ينجزون نفس التقييم في مادّة الرياضيّات أنّ المعلّمة أخذت على عاتقها مهمّة إجراء بعض العمليّات الحسابيّة بنفسها للتّلاميذ "ضعاف الحال". سيحتسب لها ذلك ضمن حسناتها فهي تخشى على التلاميذ من مواجهة العوائق المعرفيّة.
يوم امتحان اللغة الفرنسيّة، عندما أعاد أوّل تلميذ ورقته للمعلّم، قال له هذا الأخير:"كان بإمكانك أن تكتب كذا وكذا إجابة على السؤال الأخير في الإنتاج الكتابي" وطبعا لم يتوان باقي التلاميذ عن الانتباه لهذه النصيحة وأخذها بعين الاعتبار.
اليوم كذلك لم يشذّ المعلّم المراقب عن القاعدة حيث عمد إلى تصحيح أخطاء التلاميذ في مادّة الإيقاظ العلمي خاصّة في الأسئلة التي تحتوي على اختيار إجابة واحدة من بين ثلاث.
المثل الفرنسي يقول "من يسرق بيضة (كمن) يسرق بقرة" وأنا أقول: "من يسرق طفولة، حلما، قيما، يسرق وطنا."
ما الذي يبنيه المعلّم عندما يسوّق للتلاميذ أنّ عدم الاعتماد على الذّات قد يكون أمرا إيجابيّا؟ عندما يعلّمه أنّ الغشّ والسرقة وانتظار الآخر حتى يقوم بمهامّك عوضا عنك هي أشياء مشروعة ولا خجل منها؟ ألا يعلم المربّي، إذا صحّت تسميته بالمربّي بعد هذا، أنّه قدوة للأطفال؟
كيف نستغرب بعد هذا أن يحاول تلاميذ البكالوريا الغشّ في الامتحان بكلّ السّبل الممكنة وكيف نستاء بعد هذا من أن ينجح في مناظرة الكاباس أشخاص بذلوا مجهودات جبّارة في التّحيّل على الأستاذ المراقب.
هؤلاء هم جيل المستقبل الذي يُعَوَّل عليه لمحاربة الفساد المالي والإداري،هؤلاء هم الذين سيؤسّسون لقيم المواطنة ولإرساء تقاليد المجتمع المدني.
ملاحظة: بطبيعة الحال أنا أستثني من هذه الممارسات بعض رجال التّعليم الذين يبذلون مجهودا يُشكـَرللإبحار ضدّ تيّار الكسل والتسيّب والغشّ وفلسفة المجهود الأدنى. تحيّاتي القلبيّة إلى هؤلاء.
هناك 4 تعليقات:
عسلامة مهيفة
يعطيك صحة على هل الملاحظات!
نزيد نأكدلك إلي تقول فيه صحيح : نهار وانا نعس على طلبة في كلية مرموقة ، الزميل إلي يعس معايا دار يعاون في طلبة، وكيف لمت عليه وليت أنا المشوم ولي ما نحبش نعين العباد المزمرة، وقاسي وإلخ...
ما زال في تونس شكون يفكر كيفك؟
توا يا صاحبي الموضوع متا عك أصبح من المسلمات ألآلاف دخلو للتعليم قي الثا نوي و الابتدائي وهم لا يستحقون ...واللي دخل بطريقة الغش ما دا سيفعل واللي يقري في اللوتيدو ميحبش يتفضح ما دا سيفعل ؟و اللي اقتنع بأطروحات المزبهلين و النا عقين و مخربي العقول و مهدمي النزر القليل من مكا سبنا ما دا سيفعل؟
مرحباBej
يلزم تكون ثمّة حركة توعية اللي هالممالرسات تضر بالتلامذة وما تنفعهمش.
مرحباMOmo
أنا أكره الإحباط لذلك سأبقى أفكّر حسب القيم اللي نراها صالحة.
معك كل الحق! اختلاط الحابل بالنابل في المفاهيم والقيم التسيب يصبح تسامحا والفوضى مساعدة والغش دهاء!
إرسال تعليق